لحظات إعلان وفاة الفريق نصر الدين نائب رئيس الشرطة..

لحظات إعلان وفاة الفريق نصر الدين نائب رئيس الشرطة..

يرسمها : عطاف عبدالوهاب

 

في طريقي لزيارة أحدهم ( شغالين نلقط حسنات) ☺️ جئت إلى المستشفى التركي.. المهم لقيت الكهرباء مولعة بالمولد ولا كضبت.. طلعت الشاحن والتلفون وقعدت اتونس مع مريضي ..

وضعت الهاتف في غرفة الطوارئ..الوحيدة الكانت كانت فاااااضية..جميع الافيشات مليانه شواحن.. معظم المرضى ومرافقيهم مشغولين بغسل الكلى والأجهزة وجمع شيرنق الجاز لتدوير المولد ( اتخيلوا مرضى يجمعون ٣٤٠ الف جنيه عشان يشتروا جاز ..)

 

جلست خارج غرفة الطوارئ . مع فتاة من فتيات ام روابة.. وبينما كنا نتجاذب أطراف الحديث.. دخل إلى المستشفى رجال الاحتياطي المركزي يحملون رجلا في (حمالة) .. كانوا مقدم ورائد ومجموعة من العساكر..( جميعهم من الاحتياطي) ثم ادخلوه بسرعة إلى غرفة الطوارئ.. ودخل مجموعه من الناس وراءهم وانا قلت خلاص.. معناها تلفوني راح في ذمة الله..

ورغم هذا.. اشتغل الحس الصحفي.. كنت أعلم بمعركة السوق العربي بين الجيش والمتمردين.. تلك المعركة التي حسمها الجيش في ٥ دقائق.. ..

العساكر جو شايلين الفريق نصرالدين ودخلوا بيهو غرفة الطواري.. ولابس رسمي.. لابس فنيلة داخلية بيضاء وكاكي الشرطه المموه الأزرق .. وكانوا رافعين ليهو الفانلة حتى صدره..

الشمار قتل ناس المستشفى كلهم وانا طبعا المديدة طلعت ميتين ابو اهلي..

قفزت من مقعدي.. عايز اخش غرفة الطوارئ.وتعذرت بهاتفي ..وبينما كنت أتحدث العسكري خارج الباب.. بعد شوية الباب فتح وفي واحد من المطوعين ديل لقيتو طاير جمب الباب.. طردوه العساكر ورفسوه لمن طار..

حينها احترمت نفسي ورجعت.. قلت في نفسي يا زول موبايلك منو العوض وعليهو العوض.. دي روح والناس متوترة ونسأل الله السلامه .. ( طبعا المستشفى التركي يضج بالمطوعين الشباب)..

تاني الباب فتح.. طلع طبيب صغير كده.. المديدة تاني ولعت..

مشيت وراهو وانفردت بيهو.. قلت ليهو.. الرصاصة جاتو وين.. قال لي ما رصاصة.. ذبحة ومات زاتو..

قلت ليهو طيب شايف اهلو بره.. ليه ما قلتو ليهم الكلام ده.؟ . فاجاب نحن لا نعلن عن الوفاة الا بعد نصف ساعة..

لم أكن أعلم حتى اللحظة انه نائب رئيس الشرطة الفريق نصر الدين. قلت لجارتي في المقعد يبدو أنه رتبة كبيرة.. لأن الذين معه برتبة مقدم ورائد..

بعد مرور نصف ساعة ضجت ساحة المستشفى التركي بالضجيج.. والنواح..رأيت عساكر يصبون الدمع السخين..وصراخ النساء المكلومات يشق هدوء العنابر..

يشهد الله انه نزلت الدموع من عيني.. تذكرت والدي الذي مات في ذات المكان قبل ٩ سنوات..

الموت لحظة صعبة جدا..

رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته.

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا