مأساة تتكشف في النهود.. شهادات مروّعة عن ليالٍ من النهب والانتهاكات وسط صمت مريب!
متابعة - الجمهورية نيوز

مأساة تتكشف في النهود.. شهادات مروّعة عن ليالٍ من النهب والانتهاكات وسط صمت مريب!
متابعة – الجمهورية نيوز – تعيش مدينة النهود بولاية غرب كردفان أوضاعًا أمنية وإنسانية بالغة التعقيد، بعد أن تصاعدت خلال الأيام الماضية شكاوى السكان من انتهاكات ممنهجة وعمليات نهب مسلح واسعة طالت المحاصيل والمنازل في الريف الجنوبي للمدينة.
وتؤكد مصادر ميدانية أن مجموعات تابعة لقوات الدعم السريع تواصل تنفيذ حملات اقتحام للقرى، مستهدفة الثروة الحيوانية والمخزون الغذائي للسكان المحليين.
وبحسب شهادات حصلت عليها “النورس نيوز”، فإن القرى الواقعة جنوب النهود، مثل “جغب” و”قريود” و”أم سمرة”، شهدت موجة جديدة من الاعتداءات خلال الأسبوع الجاري، حيث أُجبر المزارعون على ترك مزارعهم بعد تعرضهم للتهديد بالسلاح، فيما تم نهب الذرة والدخن من المخازن، وتخريب أسقف المنازل في مشهد وصفه الأهالي بأنه “حرب ممنهجة لتجويعهم وإجبارهم على النزوح”.
وقال أحد المواطنين إن عناصر مسلحة اقتحمت منزله ليلاً وأجبرته تحت تهديد السلاح على مغادرته بينما كانوا يفكون سقف المنزل أمام عينيه. وأضاف أن الهجمات تتكرر بشكل شبه يومي، ما أدى إلى توقف الحياة بالكامل بين القرى، وتحوّل الطرق إلى مناطق مهجورة لا يجرؤ أحد على السير فيها.
مصادر محلية أكدت أن هذه الانتهاكات تأتي بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في مايو الماضي، وهي السيطرة التي أدت إلى انهيار كامل للمنظومة الأمنية، وتسببت في أكبر موجة نزوح شهدتها المنطقة في تاريخها الحديث. وتشير التقديرات إلى أن عشرات الآلاف من الأسر فرت باتجاه القرى المجاورة، قبل أن تضطر لاحقاً إلى النزوح مجددًا بسبب تدهور الأوضاع وانعدام الخدمات.
ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 46 ألف شخص نزحوا من مدينتي النهود والخوي نتيجة المواجهات المسلحة، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية إذا لم يتم التدخل العاجل لوقف الانتهاكات وتوفير الحماية للمدنيين.
في المقابل، يطالب ناشطون ومنظمات مجتمع مدني بضرورة إرسال بعثة مراقبة دولية إلى غرب كردفان لتوثيق الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، معتبرين أن ما يجري في النهود “يُظهر جانباً مظلماً من تداعيات الحرب السودانية التي طالت الأبرياء في قراهم ومزارعهم”.
ويؤكد شهود عيان أن الخوف أصبح سيد الموقف في النهود، حيث يعيش السكان بين مطرقة الجوع وسندان الرعب، بينما يكتفي المسؤولون بالصمت، تاركين خلفهم قرى محترقة وأرواحاً تبحث عن مأوى آمن.

