(مؤتمر القاهرة ومنبر جدة) … بالإمكان أفضل مما كان ..!

بقلم : إبراهيم عربي 

 

في تقديري الخاص أن مؤتمر القاهرة كان أفضل فرصة لتوافق القوي السياسية في السودان علي رؤية موحدة لوقف الحرب علي أساس (السودان أولا ..!) في ظل توسع المليشيا لرقعة الحرب ومهاجمتها المدنيين في قري الجزيرة وجبل موية وسنار وسنجة والدندر ونزوح سكانها بإعداد كبيرة مخلفة اوضاعا إنسانية سيئة ،

فالمؤتمر صحيح لم يتوفق لجمع الفرقاء معا وجها لوجه علي طاولة واحدة بسبب تبادل الإتهامات ، وكان الأفضل أن يكون التمثيل فيه عبر الكتل السياسية حتي لايحدث مثل هذا (الحشو) الذي إتخذته تقدم مثلما فعلت من قبل في حشد وتمثيل الإتفاق الإطاري (سبب تفجيز الأزمة في السودان ..!) .

 

ولذلك اعتمد المؤتمر تحت شعار (معا لوقف الحرب) رؤية الأطراف التي جاءت مكتوبة دون تدخل أي جهة ، تركيزا علي ثلاثة قضايا رئيسية (وقف الحرب ، الأزمة الإنسانية ، العملية السياسية ..!) مؤمنا علي منبر جدة وآلياته ومخرجاته ..!.

 

بلاشك عندي رغم ذلك أن المؤتمر نجح في جمع الفرقاء السودانيين إلا من ابى ..!، حتي الجيش والدعم السريع والإسلاميين وهم الفاعلين في المشهد

بالداخل لم يشاركوا بصورة مباشرة ؛ والحلو وعبد الواحد وغيرهم ولكن هنالك من جاء يحمل رؤية هذه الأطراف بطريقة مباشرة او غير مباشرة ؛ ولذلك كان بالإمكان الخروج بتوصيات جيدة بصورة أفضل ومتفق عليها لاجل المصلحة العامة أفضل مما كان ..!.

 

علي كل اعتقد ان المؤتمر كان نظرة ثاقبة من الأشقاء في مصر (حكومة وشعبا) ويؤكد أن الشقيقة مصر يعول عليها عنصرا فاعلا في حل الازمة السودانية ولديها الإلمام الكامل بالتقاطعات السياسية في السودان ، وقد بذلت في شأن المؤتمر جهدا مقدرا تخطيطا وإعدادا وتنفيذا مثلما إجمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية بدر عبد العاطي ، أكدا أن المؤتمر يهدف للوقف الفوري للعمليات العسكرية في السودان وبصورة مستدامة وإيصال المساعدات الإنسانية وشددا على

علي ضرورة وحدة السودان وإستقراره وسلامة أراضيه ووحدة القوات المسلحة بإعتبارها أساس وحدة وبناء وإستقرار السودان أرضا وشعبا ، وقطع وزير الخارجية أن الحوار يجب أن يشمل كافة السودانيين دون إقصاء أو عزل لأحد أو فئة ودون تدخل من اي جهة مهما كانت ..!.

 

في تقديري الخاص أن مؤتمر القاهرة حق إختراقا جيدا ورؤية ثاقبة لحل الازمة السودانية وبالتالي يعتبر فرصة تمهيدية مواتية للقاء آخر متوقع قريبا ؛ إلا أن المؤتمر كشف بجلاء الوجه القببح لي (تقدم) وقد سقط قناعها الذي كانت تتدثر به (الحياد ..!) وقد وضح جليا إنها جاءت المؤتمر تمثل الجناح السياسي للدعم السريع ..!) وجاءت تحمل رؤيته وقد وقعت مع (البعاتي) حميدتي تحالفا ولذلك يجب التعامل معها جناحا سياسيا لمليشيا الدعم السريع ولذلك تمسكت بعدم إدانه الدعم السريع لإنتهاكاته مما تسبب في تسميم المؤتمر الذي خرجات توصياته بشكل غير متفق عليها وغير موقع عليها ..!.

 

وبالتالي سقطت تقدم وتقزمت في دفاعها عن مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة التي إنتهكت حرمة مواطنين عزل ، إحتلت منازلهم بقوة السلاح قتلت فيهم ماقتلت ومثلت بجثث بعضهم بصورة إنتقائية ودفنت بعضهم أحياء ونهبت ممتلكاتهم وكل ما يملكونه من مدخرات فأفقرتهم حد الكفاف واغتصبت حرائرهم وطردتهم ما بين نازح ولاجئ ، وقالتها علنا بصورة واضحة تحت سمع وبصر المجتمع الدولي أي مواطن في أماكن سيطرة الجيش هدفا لها ..! ، وبالتالي إضطر المواطن للدفاع عن ارضه وعرضه وعليه إنتقلت الحرب فأصبح المواطن جزء منها ضد مليشيا الدعم السريع التي إستهدفته في نفسه وأسرته وممتلكاته وهذا ما أكده بالمؤتمر كل من رئيس حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل إبراهيم ومني آركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان وآخرين ..!.

 

ولكن ألم تعلم تقدم أينما وجدت قوات الدعم السريع فر المواطن منها صوب أماكن تواجد الجيش ..؟!، حتي بعض أسر عناصر تقدم وجهوا اسرهم بذلك ، إذا لماذا فرت أسر عناصر تقدم ذات نفسها صوب وجود القوات المسلحة بدلا عن مناطق تواجد مليشياتها التي تدافع عنها ، وبالتالي يجب ان ترعوي تقدم لتقف في جانب المواطن ..!.

 

ولذلك مع الأسف الشديد جاءت الازمة الإنسانية الطاحنة التي وصل تصنيفها المرحلة (الثالثة) كأسوا حالة إنسانية في العالم وهي بسبب الحرب وبالتالي هي مرض عرضي لمرض اساسي وهو الحرب ولابد من وقفها فورا، ولكنها حالة إنسانية حرجة (الجيعان فورة البرمة قاسية عليه ..!) وبالتالي لابد من الإتفاق علي عمليات إغاثية متفق عليها بين الأطراف المتحاربة مع مراعاة شرعية المؤسسات الدستورية الحالية في السودان ..!.

 

في تقديري أن منبر جدة كان ولايزال فرصة جيدة لوضع الحلول المناسبة للأزمة في السودان ولكنه مواجه بتطورات جديدة للحرب التي جاءت بالمرتزقة من بعض الدول بدعم ومساعدة (20) دولة ومنظمة ، وبالتالي أصبحت هذه المليشيا مرتزقة تقاتل للشفشفة والنهب ولا تتورع من إرتكاب اي إنتهاكات خارج سيطرة قيادة الدعم ..!، ولذلك لابد من مراجعات جديدة للإتفاق ..!.

 

علي أي حال الناظر لمؤتمر جدة يجده حقق للدعم السريع الإعتراف بهذا الإسم الذي وقعت معه الحكومة إتفاقا ضمن مقررات جدة رغم إنها حلتها بقرار سيادي واعتبرتها مليشيا متمردة إرهابية ، بينما الإتفاق نفسه تواجهه عدة تحديات لابد من آليات تنفيذ محكمة لكيفية خروج هذه المجموعات المسلحة من الأعيان المدنية ومساكن المواطنين ولابد تحديد الي أين تذهب والضمانات اللازمة .

الرادار .. الأثنين الثامن من يوليو 2024 .

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا