مؤتمر دولي بالقاهرة لمناقشة الوضع الإنساني في السودان
ينعقد في القاهرة، في الفترة من ١٨ إلى ٢٠ نوفمبر الجاري، مؤتمرا دولياً تداولياً حول الوضع الإنساني في السودان في الذكرى السادسة لاندلاع حرب السودان بهدف إنشاء منصة مفتوحة للتنسيق بين مبادرات ومنظمات المعونة الوطنية والدولية.
وينعقد المؤتمر، الذي تنظمه منظمة فكرة للدراسات والتنمية، تحت مظلة المجتمع المدني السوداني.
ويشارك في تنظيم المؤتمر جمعية أمراض النساء والتوليد في السودان ، والمبادرة الإستراتيجية للمرأة في القرن الأفريقي (صيحة) ونقابة الصحفيين والمجلس النرويجي للاجئين. كما يشارك في تنظيم المؤتمر بشكل مباشر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية .
ويقول ويليم كارتر مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين بالسودان، وهو أحد الجهات المشاركة في المؤتمر، إن المؤتمر الإنساني ليس مؤتمر تعهدات، بل يمثل فرصة لإعادة صياغة كيفية عمل المساعدات، وفرصة للنظام الدولي لمحاولة المواءمة والدعم مع الأولويات المحلية، كما يعتبر لحظة لاستكشاف كيفية القيام بعمل أفضل بكثير وعلى نطاق واسع لملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
عجز في المساعدات
وتشهد الأوضاع الإنسانية في السودان تدهوراً بشكل حاد ومستمر، حيث تجاوز عدد النازحين واللاجئين ٦ ملايين شخص.
وبحسب تقديرات وكالات الأمم المتحدة، فإن الحاجة المالية العاجلة للمساعدات الإنسانية في السودان تبلغ حوالي 2.6 مليار دولار. بينما تبلغ المخصصات المالية الحالية المتوفرة تبلغ 658 مليون دولار فقط، وهو ما يعكس عجز كبير يبلغ حوالي 75%. ويبلغ العجز في ميزانية التغذية (80.9%) ، وقطاع الصحة بنسبة عجز (88.6%)، وحماية اللاجئين بعجز (61.4%) ، والأمن الغذائي بعجز (82.3%) ، والمأوى بعجز (82.1%)، والمياه النظيفة والصرف الصحي بعجز (82.1%).
منصة للحوار والتنسيق
وبحسب خطة المؤتمر فإنه من المتوقع أن يتناول على مدى ثلاثة أيام الوضع الإنساني في السودان و العقبات التي تعترض عملية المساعدات الإنسانية الفعالة، واقتراح التدخلات الممكنة.
ويهدف المؤتمر بشكل اساسي لوضع إطار لتقديم المساعدات الإنسانية إلى السودان خلال الصراع الدائر، وعكس الحالة الإنسانية الراهنة في السودان بشكل رئيسي عبر شهادات موثقة من الجهات الفاعلة المعنية مباشرة بالحالة، بجانب استكشاف ودراسة التحديات التي تعوق تقديم المعونة الإنسانية بشكل فاعل، وسبل التغلب عليها.
كما يهدف المؤتمر لتعزيز التعاون والتنسيق بين مبادرات ومنظمات المعونة الوطنية والدولية من خلال إنشاء منصة مفتوحة للحوار والتنسيق.
ويسعى المؤتمر للضغط على الاطراف المتحاربة عن طريق تقديم حلول عملية، مملوكة للسودانيين لمواجهة أي تحديات تعوق إيصال المعونة.
احتياجات كبيرة
ويسعى المؤتمر ايضاً لتقديم مزيد من المعلومات عن الحالة الإنسانية الراهنة في السودان والمساهمة في معالجةةالتحديات التي يواجهها المجتمع الدولي في التصدي للأزمة.
ويحتاج 24.7 مليون شخص إلى المساعدة الانسانية العاجلة. ويعاني حاليا 19.9 مليون شخص من نقص في إمكانية الحصول على موارد غذائية كافية، ولكن 2.1 مليون شخص فقط تلقوا المعونة في هذا الجانبة بمعدل تغطية قدره 10.6 في المائة. ومن بين 11 مليون مواطن يحتاجون إلى مساعدة صحية لم يتلق الدعم الصحي سوى 820 ألف شخص، بمعدل تغطية 7.4 في المائة. وفي قطاع التعليم الاساسي، يحتاج 8.6 ملايين طفل إلى العون غير أن تقديم الدعم يقتصر حالياً على 58.8 ألف طالب فقط، أي أقل من واحد في المائة. وفي مجال الإسكان، الذي يحتاجه 5.7 ملايين شخص لم يحصل سوى 110.8 آلاف شخص على معونة، أي بنسبة لا تتجاوز 1.9 في المائة.
حماية اجتماعية
ويناقش المؤتمر الحماية الاجتماعية وتشمل قضايا النازحين واللاجئين والتعليم وحماية الطفل والجوانب الأخرى ذات الصلة، كما يبحث الأمن الغذائي والتغذية والوضع الصحي بجانب قضايا العنف على أساس النوع الاجتماعي وأوضاع النساء أثناء الحرب، إضافة إلى التنسيق والتكامل واللوجستي بما في ذلك قضايا الوصول والصعوبات الإدارية المختلفة.
وتواجه النساء حالات الاعتداء الجنسي التي تشمل أفعالا مثل الاغتصاب وغيره من الجرائم الجنائية، كما تعاني عدم توفر الرعاية الصحية الإنجابية، وغياب مسلتزمات الولادة الامنة، بالاضافة إلى غياب توفير الاحتياجات الصحية النسائية، مما فاقم الآثار السلبية للحرب على النساء والفتيات وزيادة معاناتهم جراءها.
ويسعى المؤتمر للتوصل إلى إطار للتنسيق والتعاون بين المجموعات المدنية المحلية والمبادرات الشعبية، والمنظمات الدولية. ومن المتوقع أن يخرج المؤتمر بجملة من التوصيات بناءً على الممارسات المحلية الفعالة والتكتيكات الناجحة لغرف الطوارئ.
ومن المتوقع أيضًا أن يتوصل المؤتمر إلى صيغة عمل
يسعى المشاركون إلى فرضها وتسويقها على طرفي النزاع لضمان الالتزام بها وذلك لمعالجة القضايا المتعلقة بالعقبات الإدارية واللوجستية المرتبطة بطرفي النزاع. وأكدت خطة المؤتمر أهمية ربط نتائج المؤتمر بالمبادرات السياسية والتفاوضية ذات الصلة لضمان قابليتها للتطبيق.