محمد حسن كبوشية يكتب ..مفارقات الخبير العنصري

متابعة - الجمهورية نيوز

محمد حسن كبوشية يكتب ..مفارقات الخبير العنصري

محمد حسن كبوشية يكتب ..مفارقات الخبير العنصري

 

 

متابعة – الجمهورية نيوز – في المشهد السوداني تبرز شخصية الوليد مادبو كمفارقة صارخة تجسّد تناقضات الأزمة السودانية فخبير الحوكمة ومستشار التنمية الدولية الحامل لشهادات التخصص في بناء المؤسسات والشفافية يتحول إلى مناصر لخطاب قبلي ضيق ومدافع عن مجازر الجنجويد في حربهم ضد الشعب السوداني.

مادبو المنتمي لقبيلة الرزيقات، وابن البيئة العسكرية والذي كان والده وزيراً للدفاع يوما ما ، يمثل حالة دراسية فريدة فمن موقع الخبير في الحوكمة الذي يفترض به الدعوة لمؤسسات شاملة وعادلة، نجده يتبنى خطاب “دولة ٥٦” العنصري ويسوق للفظائع تحت ذرائع تاريخية مزعومة.

وما يُكتب ضد الوليد مادبو ليس مجرد انتقاد، بل هو تمييز واضح بين النقد البناء والانتقاد الهدام. فالنقد يستند إلى معايير موضوعية ويقدم بدائل، بينما الانتقاد يهدف إلى التشويه والإقصاء ، لذلك فإن انتقاد مادبو يأتي من منطلق رفض خطابه العنصري الذي يناقض مبادئ المواطنة المتساوية.

والأخطر هو منطق الوليد مادبو الداعم لمجازر الجنجويد، حيث يقدم العنف العرقي كـ”رد تاريخي” و”تصحيح لموازين القوى” هذا المنطق الذي يحوّل الجرائم ضد الإنسانية إلى “حق مشروع” يمثل انحداراً أخلاقياً وفكرياً لا يمكن تبريره.

هذه المفارقة تكشف عمق المأزق السوداني ، فحتى أكثر النخب علماً وتأهيلاً تتردى في مستنقع صراع الهوية فالخبير الدولي الذي عمل على مشاريع تنموية عالمية يتحول إلى أسير للخطاب العرقي مقدماً تبريرات “فكرية” فطيرة للمذابح والتهجير القسري.

التحول من خطاب الحوكمة والمؤسسات إلى خطاب العصبية القبلية يمثل كارثة فكرية فبدلاً من استثمار خبرته في بناء نظام سياسي يتسع للجميع، ينغمس مادبو في تبرير العنف والإبادة.
أخر الدعاش:
قصة مادبو تؤكد لنا إن الشهادات الدولية والخبرات العالمية ليست ضمانة ضد الانزلاق إلى النزعات التدميرية فالسودان لن يُبنى بخبراء يحملون شهادات دولية و ينتمون فكرياً إلى عقلية القرون الوسطى إن النهضة الحقيقية تبدأ بانتصار قيم المواطنة والعدالة على كل أشكال الخطاب العنصري والإقصائي فمتي يستيقظ مادبو من سباته العقيم ؟

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا