مرة أخرى.. الثرثارون في القاهرة!! رشان اوشي
الجمهورية نيوز
بعيداً عن تفاصيل من سيشارك و من سيقاطع مؤتمر القاهرة للحوار السوداني الذي سينعقد خلال يومين، مع تصاعد كليات الأمور وتعقيدات الأوضاع الداخلية وجواهر العناوين، سنجد أننا ما زلنا نناقش نفس الذي ناقشه أسلافنا قبل أكثر من نصف قرن تقريباً.
من نحن؟ ما قضيتنا؟ ما طبيعة العلاقة بين الدولة والشعب؟ ما العقد الاجتماعي السياسي الأصلح لنا؟، خلال سنوات، وكثير من المؤتمرات والمواثيق، لم نخرج بالإجابة الشافية التي تمثل حجر أساس للمشروع الوطني المفقود.
ليس خللاً أن يستمر الجدل في ذلك، لكن غير المعقول ألا يحدث تراكم خبرات سياسية و معرفية ينتج عنه ما نسعى إليه جميعاً، إن سلمنا بأن النيات صادقة تجاه القضايا الوطنية، هنا نصبح أمام تبلد يجعلنا في نقطة دائرية واحدة.
زمننا دائري، و مشكلاتنا تدور وتدور، و يدور معها العقل. سنظل نعيد نفس النقاش ونفس الحجج، ونفس النتائج، مع بعض المحسنات التي تناسب الزمان والمكان و أهواء كفيل الفعالية، بينما الجوهر لم يتغير، دائرة مغلقة من العبث.
إذاً.. الخطب الرنانة، الثرثرة في عواصم الدول لن تكون هي المعوّل عليه في صناعة ثم تطبيق الأفكار الوطنية الكبرى، المذهل أن النقاش أزلي، في القضايا المشار إليها قبل قليل، يعاد كل مرة بنفس الحماسة والدهشة!… ولا ناتج يذكر، ولا تغيير يحدث، إنما مضيعة للوقت وإهدار للطاقات، والشعب في واد آخر لا يعنيه الثرثارون في القاهرة أو أديس أبابا أو غيرها من بقاع الدنيا… الشعب يرى أن الحل في الخرطوم…
إذا كان يرغب الثرثارون في القاهرة في العبور بالسودان
نحو الاستقرار الأمني والسياسي لتحقيق الاستحقاقات الانتخابية، لا بد من التأكيد على ضرورة إخلاء البلد من المرتزقة والميليشيات، وإلا سيبقى السلم والاستقرار مهددين بالخطر في ظل وجود ميليشيات متنوعة المشارب معروفة الولاء.
رغم الإجماع المحلي والدولي على ضرورة خروج هذه الجماعات من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين ، فليس هناك وجود لخطوات ملموسة وآلية واضحة لإخراجهم، حتى اتفاق المبادئ بمدينة جدة السعودية لا يزال متعثراً ومتوقفاً حتى الآن.
السودان خال من الميليشيات والمرتزقة والقوات الأجنبية، هذا ما يطلبه السودانيون الأحرار، وليس العملاء ، بينما وجود الميليشيات والمرتزقة واي مساعي لعقد تسوية تعيدهم إلى السلطة مرة أخرى، يعتبر تهديداً أمنياً ويتسبب في خرق ديمغرافي، بل ويهدد بالانقسام و التشظي الجغرافي في البلاد، مما يهدد بانقسامها جغرافياً وليس سياسياً فقط.
محبتي واحترامي