«مريم الصادق المهدي» تفتح ملفات السودان الساخنة
رصد – الجمهورية نيوز
تستعرض وزيرة الخارجية السودانية السابقة ونائبة رئيس حزب الأمة القومي السوداني والقيادية في قوى الحرية والتغيير مريم الصادق المهدي محطات هامة عاصرتها في تاريخ السودان المعاصر.
وفي ظهورها في الحلقة الثالثة من مقابلة ضمن برنامج “وفي رواية أخرى” على شاشة “العربي”، تتحدث الصادق المهدي عن تأثير غياب والدها الإمام الصادق المهدي عن الساحة السياسية ومسار حزب الأمة في أعقاب ذلك الغياب.
كما تستعرض ملفات تطبيع العلاقات مع إسرائيل وسد النهضة واجراءات ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م.
رحيل الإمام الصادق
في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، رحل الإمام الصادق المهدي ليترك فراغًا كبيرًا في حزب الأمة السوداني وبين أنصاره.
وتقول المهدي إن والدها “أراد أن يقول عنه مشيّعوه أننا زففنا حقّانيًا إلى الحق”، حيث عاش ليقول ما يعتقد ويفكر”.
وتلفت إلى أن موقف الحزب السياسي أضعف التأييد للصادق المهدي، وتضيف: “ترك غيابه فراغًا حقيقيًا على مستوى العائلة والأنصار وعلى مستوى السودان بصورة واضحة”.
وتوضح المهدي أن غياب والدها ترك تأثيرًا في العالم العربي والإسلامي، مشيرة إلى عدد من الشهادات التي سمعتها من قادة عرب ومسلمين بينهم ملك البحرين والرئيس التركي ورئيس غانا.
خلافة حزب الأمة
وبحسب المهدي، فقد عمل الإمام الصادق طيلة حياته على تكريس المؤسسية وأصرّ أن يكون إمامًا منتخبًا وأن تدعم إماميته مؤسسة قوية تقوم عليها هيئة شؤون الأنصار، لذلك بعد وفاته استجمعت الهيئة أمرها وقررت أن يقوم مجلس الحل والعقد مكان الإمام إلى أن يقام مؤتمر عام للأنصار ليصار إلى انتخاب الإمام التالي.
وزيرة الخارجية السودانية
وفي 2 فبراير/ شباط 2021 كُلفت مريم الصادق المهدي بمنصب وزارة الخارجية. وحول ظروف مشاركتها في الحكومة، تلفت المهدي إلى أن حزب الأمة تبنى عدم مشاركة الشخصيات السياسية البارزة في الحكومة بعد الثورة وأن تقتصر المشاركة في المجلس التشريعي الذي يمهد نحو التحول إلى الديمقراطية عبر التشريعات.
وتقول: “للأسف لم يلتزم الجميع بهذا الأمر وتحديدًا حزب البعث العربي والتجمع الاتحادي اللذان دفعا بشخصيات سياسية معروفة وشاركوا في الحكومة الأولى”.
وتعتبر أن الوزراء في الحكومة الأولى كانوا دون حاضنة سياسية قوية. وفي يوليو/ تموز 2020، قرر المجلس السياسي في حزب الأمة أن يشارك في الحكومة، رغم أنه كان قد جمّد مشاركته في قوى الحرية والتغيير، وأراد بذلك أن يؤكد أن الفترة الانتقالية ستنتهي بسلاسة في موعدها المحدد.
وتقول: “مهاجمة عبد الفتاح البرهان الوجود الحزبي في الحكومة كان أمرًا غريبًا لأن العسكريين هم من طالبوا بالوجود الحزبي”.
وبحسب المهدي، فقد جرى ترشيحها للمشاركة في الحكومة من قبل لجنة الترشيحات. وتضيف: “قامت الحكومة على المحاصصة الحزبية وفق مطالب اتفاقية جوبا وقبلنا على مضض رغم معارضتنا لها وكنا آخر الملتحقين”.
وتوضح مريم أنها كانت تفضّل العمل في الجسم التشريعي، لكن مجلس التنسيق الأعلى للحزب والمكتب التشريعي فيه قدموا 3 أسماء بينها اسمها الذي وقع الاختيار عليه للمشاركة في الحكومة”.
التطبيع مع إسرائيل
وحول موقف حزب الأمة من التطبيع، تقول مريم الصادق: “موقفنا هو أن الكيان الصهيوني معتد ومتغول على حق الآخرين ونقف مع الموقف الداعي للسلام مقابل الأرض وحل الدولتين”.
وتعتبر أن طريقة التطبيع كانت خاطئة وفيها انتهاك للكرامة السودانية، مشيرة إلى أنه جاء في إطار الابتزاز السياسي من خلال ربطه برفع العقوبات الأميركية، وهذا لا يستقيم مع الثورة السودانية.
وترفض مريم الصادق دخول السودان إلى قائمة الإرهاب بسبب أفعال النظام السابق الذي يُعتبر الشعب السوداني ضحية له.
وترى ضرورة طرح العلاقة مع إسرائيل بشفافية، وتقول: “مؤسسات الدولة مغيبة تمامًا عن ملف التطبيع وهناك تعتيم كامل من بعض الأشخاص في مجلس السيادة تحت إشراف البرهان”.
سد النهضة
وفي ملف سد النهضة، عملت الخرطوم من أجل التوصل لاتفاق ملزم بين مصر وإثيوبيا والسودان، وقد سعت الوزيرة السابقة في هذا الإطار عندما كانت في الحكومة، وتضيف: “إن مسألة المياه في حوض النيل متداخلة، وأنا أؤمن بأحقية الاعتراف بحق دول المنبع كما دول المصب بالمياه”.
وتؤكد أن السودان كان من الداعمين لاستثمار إثيوبيا لمياه النيل كدولة منبع. كما يدرك السودان ارتباط مصر بالنيل وحاجتها لمياهه في ظل ازدياد أعداد السكان.
كما تلفت المهدي إلى أنها جاءت إلى وزارة الخارجية وهي ملمة بملف سد النهضة، وتقول: “نحن في حزب الأمة رأينا بسد النهضة فائدة لإثيوبيا والسودان ومصر ولكن هذا يستوجب اتفاقًا قانونيًا ملزمًا للجميع”.
وتعتبر “أن الملء الأول للسد في عام 2020 دون إخطار السلطات السودانية كان خطرًا عظيمًا لأننا بلد زراعي ما سيؤثر على السدود لدينا”، لافتة إلى أن السودان اتفق مع مصر على أساس المبادئ التي خرج بها مؤتمر الخرطوم حول السد.
وتتابع مريم الصادق “نجحنا في الحصول على بيان من مجلس الأمن باعتبار سد النهضة مهددًا لأمن المواطنين السودانيين”.
وتعتبر المهدي أن هناك تعنتًا إثيوبيًا في ظل الحساسية التاريخية بين مصر وإثيوبيا التي لا تتعامل مع ملف النهضة بموضوعية.
إجراءات البرهان
وحول اجراءات أكتوبر/ تشرين الأول 2021 الذي نفذه عبد الفتاح البرهان، تؤكد مريم الصادق أن الانقلاب سبقه الكثير من الشواهد. وتقول: “رغم ذلك تفاجأت بحدوثه، حيث توقعت أن يحدث بعد تسلم السودان مبالغ وُعد بها من قبل صندوق النقد والبنك الدولي في نوفمبر وديسمبر”.
وتشير إلى أن الحكومة الثانية أنجزت الكثير على الصعيد الاقتصادي والتصالح السياسي. وإذ تؤكد أن المرحلة الانتقالية شهدت الكثير من المشاكل، تعتبر أن الأمور كانت تسلك في الاتجاه الصحيح.
وتلفت مريم الصادق إلى أن الشعب السوداني لم يقبل بالانقلاب حيث خرج الناس إلى الشارع الذي رفض المكون العسكري والمدني. ولم ينجح الانقلابيون طيلة أشهر في تشكيل حكومة وواجهوا حصارًا داخليًا وإقليميًا ودوليًا.
وتؤكد مريم الصادق رفض حزب الأمة للاتفاق بين البرهان ورئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، معتبرة أنه كان يقدم حلًا سياسيًا بُنِي على تجريم المدنيين.