مقتل 13 وإنتهاك حقوق ما يقارب الـ 500 صحفي منذ اندلاع الحرب في السودان
كتب: محمد عثمان الرضى
بمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، رصدت نقابة الصحفيين السودانيين مقتل 13 صحفيًا وصحفية منذ اندلاع الحرب في السودان.
أصبحت الصحافة اليوم السلطة الأولى في ظل غياب السلطة التشريعية والتنفيذية، وأصبحت صانعة الأحداث والمتحكمة في مجرياتها.
توقفت صدور الصحف الورقية في السودان منذ اندلاع الحرب، إلا أن الرسالة الصحفية لم ولن تتوقف، حيث لا تزال حاضرة بقوة من خلال الصحافة الإلكترونية والإعلام الرقمي الحديث الأكثر انتشارًا وتأثيرًا.
رغم ما تعرض له الوسط الصحفي السوداني من قتل وتعذيب واعتقال وملاحقات ومضايقات أمنية، إلا أنه ما زال صامدًا ويؤدي دوره على الوجه الأكمل بصورة أفضل مما كان.
يعمل الصحفيون السودانيون في ظروف بالغة التعقيد؛ فمنهم من اختار أن يعمل داخل السودان، ومنهم من فضل اللجوء إلى عدة دول حول العالم، إلا أنهم لا يزالون على العهد الذي قطعوه مع خالقهم أولاً ومع شعبهم ثانياً.
يعيش الصحفيون السودانيون أوضاعًا إنسانية قاسية، فمنهم من يفترش الأرض ويلتحف السماء، ومنهم من فضل البقاء داخل أرض المعركة توثيقًا للحقائق ومجريات الأحداث.
طبيعة مهنة الصحافة تفرض عليها أن تتصدر الصفوف في كل المجالات، ويتضاعف دورها خلال الحرب في توثيق الجرائم والفظائع التي ترتكب.
باءت كل محاولات تركيع وإذلال وإرهاب الصحفيين بالفشل، باستخدام شتى وسائل الترغيب والترهيب والاستقطاب، مستغلين بذلك ظروفهم وحاجتهم الاقتصادية.
استهداف الصحفيين والتضييق عليهم أساليب قديمة ومتجددة يستخدمها أصحاب النفوذ والفاسدون من أجل تغطية فضائحهم المجلجلة، لكن الصحافة تقف لهم بالمرصاد.
إن اندلاع الحرب لا يعني بأي حال من الأحوال غياب أو تغيب الصحافة، بل على العكس، يتضاعف دورها وتزداد مسؤولياتها، ويمتد تأثيرها.