في تصريح خطير يعكس تصاعد الأوضاع الميدانية والإنسانية في دارفور، كشف حاكم إقليم دارفور القائد مني أركو مناوي، عن شن مليشيا الدعم السريع المتمردة هجومًا واسعًا اليوم الجمعة، على معسكر زمزم للنازحين، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل المعسكر إلى مستوى غير مسبوق.
هجوم غادر وسط المناشدات الدولية
وقال مناوي، في منشور عبر صفحته الرسمية على منصة “فيس بوك”، إن الهجوم وقع “في ظل مناشدات دولية متواصلة تطالب بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى النازحين”، غير أن مليشيا الدعم السريع اختارت تجاهل تلك الدعوات وواصلت نهجها العدائي ضد المدنيين العزل.
وأوضح أن المليشيا شنت هجومها على معسكر زمزم، أحد أكبر معسكرات النازحين في إقليم دارفور، والذي يأوي آلاف الفارين من مناطق النزاع، ويعاني أصلاً من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
مليشيا الدعم السريع تواصل استهداف المدنيين
اتهم مناوي مليشيا الدعم السريع بالإصرار على استهداف المدنيين، مؤكدًا أن ما حدث في زمزم يمثل “تصرفًا إجراميًا” وانتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية.
وأضاف: “إن هذا التصرف الإجرامي من قبل المليشيا يعكس عزمها على استهداف المدنيين من خلال حرمانهم من الغذاء والدواء”، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات لا يمكن فصلها عن السياسة المتبعة من قبل هذه القوات والتي تعتمد على الحصار والتجويع كأسلوب لإخضاع السكان المحليين.
كارثة إنسانية تهدد الآلاف
الهجوم على معسكر زمزم جاء ليعمّق الأزمة الإنسانية في الفاشر، حيث يعاني النازحون من أوضاع مأساوية في ظل شح المساعدات الإنسانية، وتوقف إمدادات الإغاثة بسبب الوضع الأمني المتدهور.
ووفقاً لمصادر محلية، فإن المليشيا المسلحة فرضت طوقًا أمنيًا حول المعسكر، وقطعت الطريق أمام أي محاولات لإدخال الغذاء أو الدواء، ما يهدد حياة آلاف النساء والأطفال وكبار السن.
ردود أفعال ومطالب بالتدخل الدولي
دعوات واسعة انطلقت من منظمات حقوقية وقيادات سياسية لتدخل عاجل من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في معسكر زمزم، حيث تتحدث بعض التقديرات عن أوضاع إنسانية وصفها المراقبون بـ”الكارثية”.
واعتبر مراقبون أن الهجوم على المعسكر يرقى إلى “جريمة حرب مكتملة الأركان”، مشيرين إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عنها، ووضع حد فوري لتلك الانتهاكات.
هجوم ممنهج أم تصعيد منفرد؟
يرى محللون أن استهداف معسكر زمزم، يأتي في إطار نهج ممنهج تتبعه المليشيا تجاه معسكرات النزوح، خصوصًا تلك التي ترفض الخضوع لسيطرتها أو تنشط فيها منظمات مدنية وإنسانية مستقلة.
ويُعد معسكر زمزم من المعسكرات الرئيسية التي تستضيف آلاف النازحين من ولايات دارفور الخمس، وهو ما يجعله هدفًا رمزيًا واستراتيجيًا لأي قوة تسعى لفرض هيمنتها على الإقليم.
