مهرجان القرآن الكريم بالقضارف..أكثر من رسالة.!! (٢_٢) محمد إدريس
=كان يصعد ذلك الشاب الطموح والوقورالي منصة التكريم ضمن الطلاب الأوائل الفائزين في مهرجان القرآن الكريم القومي ممثلا لولاية كسلا مطلع التسعينيات،ليحظي بتكريم خاص من نائب رئيس الجمهورية حينذاك الشهيد الزبير محمد صالح رحمه الله ..وبعد ثلاثة عقود ونيف يقف ذات الشاب وزيرا للشؤون الدينية والأوقاف الدكتور عمر بخيت الي جانب الفريق ركن محمد أحمد حسن والي القضارف بقاعة أمانة الحكومة ليقلد ويوشح الحفظة الفائزين في مهرجان القرآن الكريم في نسخته (٤٢) بمنحهم فرص أداء العمرة ومبالغ مالية للعشرة الأوائل وللامهات ..إذن من بين المشاركين في هذه الدورة الإستثنائية أيضا في وزراء وعلماء المستقبل وقادة يحققون رسالة المهرجان..!
=وحكاية عودة مهرجان القرآن الكريم الي الوجود بعد طول إنقطاع،لم تبدأ سرديتها بقرار شجاع وارادة حقيقية للوزير والعالم والخطيب عمر بخيت،ولا بلجنة ولائية تضم خيرة قيادات الأجهزة الأمنية والتنفيذية والاكاديمية والدعوية بالقضارف بقيادة الجنرال محمداحمد حسن،إنما كان خلف ذلك العمل الضخم جنود مجهولين في الولايات العشرة المشاركة من شيوخ وتلاميذ الخلاوي ومراكز التحفيظ واللجان الإدارية والفنية والاجهزة الأمنية وديوان الزكاة والمجلس الاعلي للشؤون الدينية بالقضارف بقيادة الشيخ عبدالرحيم أحمد، والخيرين ولجان الإسناد الشعبي ومن هذا الغرس الطيب التلاحم بين الجهدين الرسمي والشعبي.. والاسناد المجتمعي كان الرافعة الحقيقية لاسناد المهرجان .
=وفي لوحة الشرف تبرز لجنة الإسناد الشعبي بالقضارف بقيادة الزعيم وشيخ المزارعين كرم الله عباس الشيخ التي دعمت بسخاء،ورجل الأعمال الوطني أشرف سيداحمد الكاردينال، الذي تبرع بالعمرة والجوائز المالية كالعهد به مؤازرا المنكوبين بالسيول والفيضانات وحاضرا في دعم الخنادق والبنادق وموقدا لتقابة القرآن الكريم،وأصحاب الدار العامرة لعمنا إبراهيم أبوبكر عقروابناءه عبدالفتاح والامين بارك الله ووسع في ارزاقهم..فهم للقضارف وللسودان قاطبة ديوان عامر، يفتحون دارهم لضيوف المهرجان اسبوعا كاملا بكرم يفيض اغداقا ونبلا دون ضوضاء وحالهم كحال زهير بن أبي سلمي(تراه إذا ماجئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله )..
=ولأنه هذا( كتاب انزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه )جرت انهار الخير والبركة لتسقي زرع المهرجان لينضج ثماره اليانعة متزامنا مع مواسم حصاد القضارف .. فتتنزل الرحمات والبركات آمنا واستقرارا في ربوع البلاد ويرفع البلاء وتتوالي انتصارات القوات المسلحة، ليحزم الوزير الأمر بأن كل المنابر والماذن والدعوات خلف الجيش في معركة الكرامة بالدعاء وبالمشاركة الميدانية ومن يتردد يغادر العريش،ربما صحيح انقضت فعاليات المهرجان بالقضارف لكن في المقابل بدأت مسيرة جديدة في تاريخ الوزارة التي اوكلت الي قيادة صادقة ومؤهلة ومتحمسة ستحدث فرق كبير في الأيام المقبلة ..!