هونر في الخرطوم.. إعلان يرمز إلى لحظة فارقة في مشهد العاصمة المتحوّل
متابعة / الجمهورية نيوز

هونر في الخرطوم.. إعلان يرمز إلى لحظة فارقة في مشهد العاصمة المتحوّل
تحول إعلان طريف لشركة الجوال “هونر” إلى حديث السودانيين سيما سكان العاصمة، حيث استفزت الشركة مشاعر الناس بعبارات محددة عبر لافتة كبيرة نصبت في إحدى الشوارع الرئيسة “هونر في الخرطوم.. انتو وين؟”.
حيث تم تداول الصورة العجيبة وسط السودانيين في مواقع التواصل الاجتماعي، واختلفت الآراء بين مؤيد للفكرة لكونها ولجت مباشر إلى مخاطبة السؤال الكبير أين أنتم يا مواطني العاصمة، وبين رافض لصيغة العبارات باعتبار أن السؤال لم يكن موفقا انطلاقًا من الظروف المعلومة للجميع.
الابعاد النفسية كانت قاسية على الناس
ومع أن الإعلان كان دعائيًا قصد يخاطب وجدان المواطن في إطار المنافسة التسويقية، إلا أن ابعاده النفسية كانت قاسية على الناس، الذين نظروا إليه لكونه قفز مباشر إلى الحقيقة المرة التي تتمثل في أنه على الرغم من العاصمة أصبحت خالية من التمرد منذ أشهر مضت، إلى أنها ما تزال من ساكنيها ويعم السكون شوارعها ويسير الخراب على جدران منازلها، وتجاوزت العبارة بعدها التجاري لتتحول بسرعة إلى مادة دسمة على منصات التواصل الاجتماعي، وتُقرأ كرسالة رمزية تختصر لحظة فارقة في مشهد العاصمة المتحوّل، عقب استعادة الجيش السوداني السيطرة على العاصمة
“ملكش دعوة بينا”
ووجدت العبارات المكتوبة في اللافتة تجاوباً كبيراً من المواطنين أغلبهم خارج السودان ممن هربوا من حجيم الحرب منذ أكثر من عامين، إلا أنهم يعدون إلى الصفحات في مواقع التواصل الاجتماع لمتابعة والتقاط كل ما هو جديد بشأن العاصمة المثلثة، قال أحدهم معلقا على الإعلان: لافتة دعائية طريفة في شارع المطار لشركة هونر تحمل رسالة بعنوان : “هونر في الخرطوم.. انتو وين؟” ملكش دعوة بينا”
بلدنا نعلي شانا
وأثار الإعلان حفيظة المواطنين السودانيين في مناقشة الأمر بجدية بعيدًا عن مشاعر الحزن أو الأسى، حيث قالت نادية محمد عبدالقادر، في تعليق تحت عنوان “البلد خلا.. يخوانا رايكم شنو نرجع ونعمل مبادرة باسم (بلدنا نعلي شانا)، وندعم ونعمر تعمير حقيقي ما زي حق القومة للوطن ديك”، وقال آخر: عبر لافتة كبيرة عريضة في إحدى شوارع الخرطوم الرئيسية، شركة هونر عبر وكيلها في السودان MST تبحث عن زملائها ومنافسيها في مجال الهواتف الذكية وعلى رأسهم شركتي سامسونق وابل.. وتعد شركة هونر أول شركة هواتف ذكية تصل الى العاصمة المحررة”.
“وديتو الشعب فين ياحسب”
بينما هناك من نظر إلى الإعلان بصورته الراهنة، إشارة استفزازية من الشركة للمواطنين، لكونها تعلم أين سكان العاصمة؟، في ظل حرب قضت على الأخضر واليابس على مدار عامين، وقال مواطن سوداني هذا إعلان مستفز لموبايلات هونر فى شوارع الخرطوم يشبه الى حد ما سؤال خالد زكي في طباخ الريس (وديتو الشعب فين ياحسب”
وأضاف “فنحن يا سادة هونر المحترمين ما طلعنا من بيوتنا سياح أو في عطلتنا السنوية ، نحن طلعنا عشان الأمان والاطمئنان – لا تسالني كم ثمن الغويشاية بس جاوبني كم ثمن الطمأنينة”
وقال المواطن الذي يبدو أن الأمر أثار كوامنه: أشواقنا لا تحدها حدود للوطن البراح ولناسنا وشوارعنا وحبيبتنا الخرطوم، ما اظن في ذكرياتنا هذا الهونر عشان يبقى لينا متكأ ذكرى أو شجن أو حنين للوطن، ونطمئنك ياسيد هونر فى الاصقاع المشيناها برة الخرطوم فى مليون موبايل ذكي ولماح جدا ولكنه لم يستدعي فينا ذكريات وحنين الأمكنة، فقط قدم نفسه بما يحمله من تقنيات تفضله عن البقية”
وتابع “اعذرنا.. عندما كنا في الوطن، لم يكن هنالك هونر لنعود اليه، لكنك طاريء
أنا شوقي
لا متناهي.
للوطن البراح
أنا دمي..دم
ما شاهي
وين شاي الصباح؟
بي همي لا تتلاهي
همي أنا.. شايلو صاح
لي أهي.. لا تتشاهي
لا بالله..
يا نُخب الكساح
وديتي وين وطني الخزين؟
سبتيلي هادي التاح…….تراح؟

