هيثم مصطفى يكتب : لماذا لا يتم سحب الجيش الموجود في عاصفة الحزم
رصد : الجمهورية نيوز
نشر كابتن المنتخب السوداني لكرة القدم السابق هيثم مصطفى بوستاً على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قال فيه : في البدء.. سلاماً على تلك الأرواح التي صعدت إلى السماء مضمخة بدماء العزة والكرامة..
الذين قدموا أرواحهم فدى للتراب والأرض والعرض.. وأوفوا بما عاهدوا الله عليه بحماية هذا الدين وهذا الوطن..
وسلاماً على تلك العيون التي أضناها السهر في ثغور البلاد.. وقد ظلت على الدوام ساهرة.. دفاعاً.. عني .. وعنكم.. وعن الجميع في هذه المعارك الوجودية..
وسلاماً على الصابرين من أبناء هذا الشعب.. الواقفون على خطوط التماس في انتظار إشارة دخول المعركة.. ومساندة الجيش ..
ولو استعرض الجيش بهذا الشعب عرض بحر الحرب.. لقطعه معه دون تردد..
هذا الشعب الذي وقف على نواصي الصبر شامخاً.. لم يذرف دمعة واحدة على ذهاب الممتلكات.. ولم يبك على التهجير القسري.. ولم يشكو من ضيق الحال.. فقد دفع كل هذا مهراً من أجل أن تعود الديار نظيفة من هذا الدنس.. الذي تسلل حين غفلة ليلطخ ثوب السودان الأبيض النقي..
الشعب الذي خرج عاري اليدين لمواجهة الموت ولحماية أرضه وعرضه.. وبايع قادته على الموت في مشهد أرعب العالم، وطلب الوقوف جنباً إلى جنب مع قيادته وطالبها فقط بالسلاح، السلاح الذي يرفع عن كاهل الجيش مشقة الانتشار في كل القرى والحلال، لتنوب عنه المقاومة الشعبية فيها، وتدحر أي تقدم لهم في كل مكان، هي أحلام أجهضت بليل، ولا ندري لمصلحة من تم إلقاء أقوى سلاح في أرض المعركة.. ولا ندري من الذي يجتهد لقتل المقاومة الشعبية المسلحة.. وإطالة أمد الحرب..
من المستفيد من هذا الوضع..؟؟
الشعب الذي ظل يتأمل أرض المعركة.. ويرهقه تردد القادة.. وحرصهم على إرضاء الآخرين بأكثر من حرصهم على مصلحة البلاد والعباد.. هذا الشعب كانت تقتله الدهشة التي ساقت ياسر العطا ليهاجم الأيدي التي تملأ فم من يغرس خنجره على قلب السودان بالذهب، الذهب الذي يعود موتاً ورصاصة وراجمة ومسيرة لتقتل الشعب، يبرع في دعمها من كنوز السودان قادة وقيادات وحكومة تعبيء جيب إمارات الشر بمال السودان لتقتل السودانيين بهدوء غريب..
إن الجندي السوداني هو الذهب.. وهو الذي يقف الان على الخطوط الأمامية.. كي لا يسقط العلم.. هم أوتاد الأرض التي تأبى أن تؤتى أرضنا من أطرافها.. ويمنع أن تتسلل الهوام لتدنيس التراب الطاهر..
السودان الآن يحتاج للجنود السودانيين في الخارج.. للدفاع عن أرضه وعرضه أكثر من أي وقت مضى..
لماذا لا يتم سحب الجيش الموجود في عاصفة الحزم لسد النواقص في ربوع السودان.. وسد الثغرات فيه..؟؟
هل تخطو قيادة الجيش هذه الخطوة التأريخية لحسم معارك السودان في مختلف المحاور..
ننتظر لنرى كيف تفكر قيادات الجيش..!!
والقيادات مترددة في اتخاذ قرار، ومتخبطة ما بين حوائط التكتلات، وتبحث عن نفسها وذاتها في أم المعارك، وفي الأوقات التي تحتاج قرارات حازمة وحاسمة، فالقائد لا ينبغي له أن يتردد، ولا ينبغي له أن يفكر إلا في مصلحة شعبه، وقد قيل: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة.. فإن فساد الرأي أن تترددا..
فحتى متى يواصل قادة الجيش التردد..!!
هذا الجيش سينتصر.. بوجود هذه القيادات أو بعدمها.. سينتصر لأن فيه أمثال أولئك الـ35 الذين وهبوا أرواحهم حماية لرمز الدولة، وأسقطوا مخطط قوة كانت تفوق الـ200 ألف جندي لاحتلال السودان، 35 فقط هم من أجهضوا هذا في أقسى أيام الخناق وسيطرة الخارجين على مداخل الخرطوم ومناطقها الاستراتيجية ، فما بالك الآن بجيش كامل قد قلب الطاولة، واستعاد السيطرة على زمام الأمور..؟؟
من رحم هذا الجيش، وبقلوب وثبات أولئك المغبرين بنقع المعارك، الصامدون في الخنادق، القابضون على الزناد منذ عام أو يزيد قليلاً.. سينتصر الجيش، وسيحرر كل شبر دنسه هؤلاء اللقيط..
على القيادة أن تسطر عزة السودان .