*لقاء البرهان وقائد العدوان*
*أسامه عبد الماجد*
¤ هب ان زعيم المليشيا ، قائد العدوان حميدتي حياً وغير مصاب.. لن يكون بمقدوره تغيير شيئا في المعادلة العسكرية وربما السياسية، مات الباغي الشقي في نظر الشعب السوداني بعد ان وجهت عصاباته والمرتزقة عدوانها الآثم إلى المواطنين العزل.. تقتيلاً وتطهيراً عرقياً وإغتصاباً ونهباً للممتلكات الخاصة وتدميراً وتخريباً للمؤسسات العامة والبنى التحتيه.. كما نقل الرئيس البرهان ذلك الى قمة إيغاد جيبوتي امس.. والتي كانت مشاركة البرهان فيها الاقوى والاهم.
¤ علم اعوان المليشيا من الرخيصين بالداخل والخارج باهمية مشاركة البرهان في قمة إيغاد .. ولذلك روجوا الى موافقة الرئيس على لقاء الباغي الشقي في غضون اسبوعين.. وسبق ان قدم الرئيس الكيني ذات المقترح قبل اشهر.. روجوا للقاء مدارة للحديث القوي والشروط الجلية التي وضعها البرهان لأي حل للازمة.. ربما هي المرة الاولى التي تقدم فيها الحكومة نقاط الحل مباشرة وواضحة متجاوزة محطة شرح العدوان الجائر من عصابات حميدتي.
¤ منذ اندلاع الحرب لم ترفض الحكومة الحل السلمي.. حتى لايزايد عليها البعض، لكن مع الاخذ في الاعتبار تعهد قادة الجيش بمواصلة العمل العسكري، وهذا واجبهم.. في جيبوتي حدد البرهان اولويات الحل السلمى.. وهي خارطة طريقة سيعمل بها الرئيس سواء التقى الباغي الشقي او أي مليشياوي من آل دقلو.. تتمثل الاولويات التي اوردها البرهان في خطابه امس – ونسبة لاهميتها نوردها كاملة- تتمثل في الآتى :
¤ أولاً : تأكيد الإلتزام بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية بإخلاء الأعيان المدنية وبيوت المواطنين بشكل كامل.. ثانياً : وقف إطلاق النار وتجميع القوات المتمردة في مناطق يتفق عليها.. ثالثاً : إزالة كل ما يعيق تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لكل المحتاجين إليها وتشجيعالمتضررين من الحرب للعودة لمناطقهم وتقديم المساعدات اللازمة وفق الاتفاق المبرم في جدة بتاريخ 4 نوفمبر الماضي مع إعادة المنهوبات للمواطنين.. رابعاً : يعقب ذلك إطلاق عملية سياسية شاملة تستند إلى إرادة وطنية خالصة ، للتوصل لتوافق وطني حول إدارة الفترة الإنتقالية وإجراء الإنتخابات العامة.
¤ حتى الشروط الاربعة اعلاة التي وضعها البرهان وضع لها مبادئ شدد هلى ضرورة الالتزام بها وهي: اولا: حماية سيادة السودان وإستقلاله ووحدة أراضيه وشعبه ، ورفض جميع التدخلات الأجنبية في شئون البلاد الداخلية.. ثانيا: إن قضية وجود جيش وطني واحد ، يحتكر إستخدام القوة العسكرية ، هي مسألة لا تنازل عنها ولا تهاون فيها ، لأن ذلك هو ضمانة أساسية للإستقرار والسلم ليس في السودان وحسب إنما في كل الإقليم.. ثالثا: لا بد من التأكيد على أن حمل السلاح وشن الحرب على الدولة لا يمكن أن يكون وسيلة للحصول على إمتيازات سياسية غير مستحقة وإن الوصول إلى السلطة لا يتم إلا عن طريق الإنتخابات.
¤ اما المبدأ الرابع والاخير جاء على النحو التالي : (إن أعمال مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب على الفظائع غير المسبوقة من المتمردين ، هو السبيل الوحيد لعدم تكرارها وتحقيق العدالة ورتق النسيج الإجتماعي والإستقرار).. وهذا يعني تعويض المواطنين ورد الحقوق اليهم.. وهي مسألة حتمية يحاول عبد الرحيم دقلو التنصل منها بمطالبته عدم المساس بثرواتهم الطائلة.
¤ ان مشاركة البرهان كانت مهمة للغاية وقد وضع الكرة في ملعب إيغاد بتاكيده انها يمكن أن تلعب دوراً أساسياً.. بإعتبارها المنظمة الأقرب لفهم واقع السودان وحقيقة ما يجرى حالياً فيه.
¤ ومهما يكن من امر فليجتمع البرهان مع من يريد حتى ولو كانت (قحت) طالما الشروط غير خافيه وابلغ بها البرهان كل العالم امس.