يا خبر ! إستقالة نائب والي ولاية جنوب كردفان

بعد مسيرة سياسية و نضالية حافلة بالبزل و العطاء و التصدي للنظام السابق و قياداته الفاشية بالسودان و جنوب كردفان على وجه الخصوص ، الذي سقط بتصميم و عزم شباب ثورة ديسمبر المجيدة .

كان يحدوني أمل كبير في أن أتمكن من تقديم شيء او تحقيق هدف من أهداف ثورة ديسمبر لأبناء وطني بالسودان و جنوب كردفان خاصة ، الذي عانى شعبها من ويلات الحروب و أفرازاتها التي دمرت و روعت الأمنيين ، ( بالقصف الجوي ) لسنوات طوال .

تم تعييني في جنوب كردفان في منصب _ نائب والي ولاية جنوب كردفان وفقاً للمادة ( ٣٠) _ هياكل و سلطات الحُكم في الولايات و الأقاليم _ أتفاق جوبا للسلام نصيب ( الحركة الشعبية لتحرير السودان _ جناح مالك عقار ) ، في ظل وضع متردي و إنقسامات حادة وسط الساسة و الكيانات السياسية في بلادي السودان ، الذي عانى شعبها العزيز من ويلات الحروب منذ الإستقلال.

كنت حريصاً على أداء واجبي كنائب للوالي على أكمل وجه و بذلت قصارى جهدي من أجل الوصول من خلال منصبي إلى أفضل مستوى فيما يتعلق برتق النسيج الإجتماعي و السعي لتقريب وجهات النظر بين فرقاء السياسة بجنوب كردفان و العمل على إستكمال السلام الإجتماعي بالحوار مع قيادات و رموز الحركة الشعبية لتحرير السودان _ قيادة عبد العزيز الحلو حتى لحظة نشوب الحرب الذي أشعلها فلول النظام السابق لقطع الطريق لأي وفاق بين أبناء الشعب السوداني و الإجهاز على ثورة ديسمبر و رموزها الأبطال.

منذ بداية الحرب إلى يومنا هذا ، انا ضد الحرب و مع أيقافها لتخفيف معاناة الشعب السوداني ،و في سبيل العمل على إيقافها أجريت وقتها حوار عميق و صريح مع مالك عقار عضو مجلس السيادة _ رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان عبر الأثير و صوت المدافع تدوي و المعارك على أشدها كنت وقتها حاضرة ولاية جنوب كردفان ( كادقلي ) ، بضرورة أن يلعب دور إيجابي في سبيل أن تقف الحرب قبل أن تتجاوز الشهر بالتحدث مع قيادة الجيش و الدعم السريع _ كان مالك عقار إيجابياً للغاية و تصريحاته كانت تدل على ذلك الألاف من السودانيّين كانوا يرجون منه خيراً بالتوسط و التوفيق بين الأطراف ، و بعدها بأيام( نتيجة إنقطاع شبكات الأتصال) سمعت بأنه مرشح لمنصب نائب رئيس مجلس السيادة ، بدلأ لقائد قوات الدعم السريع _ محمد حمدان دقلو ، بالرغم من رداءة الشبكة في كادقلي لكن تمكنت من الحديث معه بطريقة مُختصرة ( بأن لا يقبل بتعيينُه نائب رئيس مجلس السيادة _ و ختمت حديثي بأن الوقت يحتاج لبطل يقوم بإيقاف هذه الحرب و ليس لمناصب وهمية و حزرته بأن هذا التعيين فخ للإيقاع به و توريطُه !) فكان رده بأنه لن ينحاز لطرف بل أنه مُحايد و منحاز لخيار وقف الحرب ، لكن بعد تعيينُه بأيام قليلة شعرت بتغيير يمضي بسرعة الصاروخ لتصريحات مالك عقار عضو مجلس السيادة و رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان و تأكدت بأنه وقع في الفخ .

ووصلت لقناعة بأن الأمور لم تُعد تجري كما تمنيتها ، حيث تحول مالك عقار من مناضل من أجل قضايا المهمشييّن الذين تضرروا من ( القصف الجوي و المدفعي ) نتيجة الحروب الطويلة الذي شنّتها الدولة على مواطنيّها ) بمختلف أنحاء البلاد ، إلى بوق للفلول و داعية حرب من أجل تحقيق مصالح ذاتية و شخصية بشكل أناني و نرجسي خاصة أنه لم يُعد يفكر في القضايا التي تمرد من أجلها على المركز ( القابض ) لسنوات تجاوزت الثلاثين ، و تنديده بالجرائم التي أرتكبها فلول النظام السابق داخل المؤسسة العسكرية ، في خيانة بائنة لدماء الشهداء و الجرحى و أرامل الشهداء و اليتامى من الجيش الشعبي ( ضحايا القصف الجوي ) .

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا