العمل الإنساني في ميزان السياسة بالسودان

متابعات :الجمهورية نيوز

في أتون أزمات القارة السمراء وتحولاتها المستمرة، تلعب المنظمات الدولية، سواء

في أتون أزمات القارة السمراء وتحولاتها المستمرة، تلعب المنظمات الدولية، سواء الحكومية أو غير الحكومية، دورًا بارزًا في سد الفجوة بين الاحتياجات الإنسانية والدعم الدولي، ما يخلق حالة من التعاون والتشاركية المثالية، على الأقل نظريًا، لتخفيف معاناة شعوب المناطق المتضررة.

الجمهورية نيوز: تقرير / أياد عميرة : تونس

عتبة أولى :

تقف اليوم المنظمات الدولية العاملة بالسودان، وعلى رأسها المجلس النرويجي للاجئين (NRC)، أمام مفاوض التحليل النقدي، وذلك لرصد التأثيرات المحتملة لأنشطتها وربطها بجدليات المصالح السياسية. علامات الاستفهام تتزايد خصوصًا عندما تكون الميادين التي يعمل فيها المجلس تتسم بتعقيدات سياسية وأمنية متشابكة.

المجلس النرويجي ..جهود ممتدة

ازدهرت أنشطة المجلس في السودان منذ العام 2020، وامتدت لتشمل مناطق مختلفة، مثل القضارف، الخرطوم، دارفور، جنوب كردفان، والنيل الأبيض، مقدمة ميزة مضاعفة تشمل الدعم الغذائي، التعليم، المأوى، المساعدة القانونية والحماية من العنف، بالإضافة إلى المياه والخدمات الصحية. يبدو هذا الحضور كمباركة وتزكية لجهود المجلس من قبل المجتمع الدولي والجهات المانحة.

مزاعم وشكوك :

بيد أنه ثمة مزاعم حول تسخير بعض البرامج، وبالأخص تلك المدعومة من جهات كالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، لأنشطة قد تتعارض والطابع الإنساني الظاهر، حيث تحوم الشكوك حول استغلال هذه البرامج في تدريب الناشطين ومنسقي الاحتجاجات من دون الكشف عن النوايا الحقيقة.

على خلفية تمويل بلغ 3,159,914 دولار أمريكي من USAID، يواجه المجلس النرويجي للاجئين تحديات الشفافية ومراجعة الأهداف الحقيقية لوجوده في مناطق يحيط بها التوتر السياسي والصراع.

وتسجل الإحصائيات المشهودة مشاركة واسعة بأكثر من 47 ألف شخص في برامجه التعليمية والاستشارية لعام 2023 وحده، وهو ما يعد أكبر من مجرد رقم قياسي في سجل المساعدات.

دوافع كامنة :

من جانب آخر، يلفت النظر التركيز المتواتر على مناطق خاصة وإهمال مناطق أخرى، هذا النمط من الاختيار يرسم خطًا تحت سؤال أكبر يتعلق بالدوافع الكامنة وراء نشاط المجلس وشركاءه.

ينبغي النظر في هذه التطورات بعين الحذر والمراجعة، للحيلولة دون إساءة استخدام الغطاء الإنساني لتحقيق مآرب قد لا تخدم، في نهاية المطاف، سوى أجندات الدول الكبرى في ساحة السودان السياسية.

التسيس ظاهرة تتطلب التمحيص :

في النهاية، رغم الإسهامات الواضحة لمثل هذه المنظمات في دعم السكان وتحسين الأوضاع المعيشية، تظل الأهداف والمساهمات تحمل في طياتها إمكانية التسيس وتحريف المسار الإنساني عن مساره المفترض، مما يُعد ظاهرة تتطلب التمحيص والمتابعة المستمرة.

العمل الإنساني في ميزان السياسة بالسودان

العمل الإنساني في ميزان السياسة بالسودان

 

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا