كلمة ونص_ وعد الحق امين  نجوم السودان _(جرد حساب ) (1)

شهدت الساحة الفنية في السودان خلال السنوات الأخيرة وتحديداً فترة ما بعد الحرب عشرات العجائب و الغرائب تضمنت الكثير من الأحداث، بينما ستبقى في ذاكرة هذا العام العديد من المشاهد والملامح الذي بقدر ما كان عام انجازات للكثير إلا أنه وبالمقابل كان (عام الرمادة) لآخرين تضالت نجوميتهم خلاله وتباعدت خطوط الحميمية ما بينهم وجماهيرهم. وعبر هذه المساحة نحاول تسليط الضوء على نماذج من فنانين بعد الحرب لنقف على ما حققوه وما قدموه للوطن والمواطن ونتعرف على بصماتهم الإبداعية بجانب الأخطاء التي صاحبت مسيرتهم عبر سلسلة مقالات ( نجوم السودان _جرد حساب)

عصمت بكري _عام (الحروب)

يمكن أن نطلق على مسيرة الفنان الشاب عصمت بكري خلال هذا العام لقب (عام الحروب ) بلا منازع، عصمت بكري تعرض خلال هذا العام لكثير من الحروب والضغوط النفسية التي ساهمت في إعادته مرة أخرى إلى مربع (التوهان) بعد أن وضع أقدامه في الطريق الصحيح وغابت أغنياته الخاصة عن الظهور بعد أن استطاع أن يقدم في وقت سابق نماذج ناجحه للغاية، اعتقد وبشكل جازم أن السبب الرئيس للأزمة التي يمر بها (عصمت بكري) تعود وبشكل مباشر إلى عدم التخطيط وغياب الرؤية السليمة لتفاصيل مشروع فني متكامل وناجح

«إيلاف عبد العزيز _نهاية مبكرة »

الفوضى وعدم التخطيط وانعدام الطموح والاستهانة بالموهبة والتعامل باستهتار كلها عوامل ساهمت في إبعاد الفنانة إيلاف عبد العزيز عن الساحة الفنية، لم تنجح إيلاف في استغلال آلاف الفرص التي سنحت لها وظلت مكتفية بالنجومية التي منحها لها برنامج أغاني وأغاني، شخصياً أعتقد أن إيلاف ستحتاج لمعجزة حقيقية في سبيل إقناع الجمهور ليمنحها فرصة ثانية ولن تكون تلك الفرصة الثانية مع الأسف سهلة كما تعتقد إيلاف في (المردود المحبط ) فبالرغم من ظهورها المتكرر في الكثير من المناسبات إلا أنها ظلت تثبت و بوضوح أنها فنانه تفتقد ل(الوعي) بماهية متطلبات الرسالة الفنية وذلك ببساطه لأنها لم تظهر أي بوادر اهتمام لتأسيس مشروع فني متكامل طوال السنوات الماضية ذلك الأمر الذي سيقف حاجزاً ما بينها وإعادة بناء جسر الثقة مع الجمهور السوداني..

في بريد الفنان عثمان بشة

مبدئياِ دعونا نتحدث عن التجاهل الذي ظل يجده الفنان الشاب عثمان بشة من القنوات الفضائية ما قبل الحرب، وتجاوزه في العديد من البرامج التي تبث خلالها وأبرزها برنامج أغاني وأغاني على شاشه النيل الأزرق وبرنامج يلا نغني على شاشة قناة البلد، بالرغم من أنه تم اختيار مطربين أقل بكثير منه سواءً في الموهبة أو حتى الوزن الفني..

فالعلاقة غير الودودة التي تجمع ما بين الفنان الشاب عثمان بشة والقنوات الفضائية خلال السنوات الأخيرة ما قبل الحرب تعود أسبابها بشكل مباشر إلى نقطتين أساسيتين أولاهما العزلة التي اختار أن يعيش فيها ذاك الفنان والتي أسهمت في تراجع اسمه كنجم مطلوب داخل تلك القنوات..

شخصياً أعتقد أن عثمان بشة من الفنانين الشباب المجتهدين في تقديم فنه للجمهور حتى تربع على عرش أكثر فنان شاب مطلوب لإحياء حفلات الزواج، فوجودك الكثيف في الحفلات الخاصة و(عداداتك) العالية برغم ضعف صوتك و( عادية نبراته) يؤكد تماماً أن حفلات الأعراس ليست مقياساً على الإطلاق للنجومية، باختصار نجوميتك الحالية لا يمكن أن نصفها بأنها حقيقة لذلك يجب عليك إنتاج أغنيات خاصة بك ذات قيمة وتأثير تجبرنا على الاعتراف بك كفنان له القدرة على التأثير لذلك أنت مطالب ببذل المزيد من الجهد لتقوية صوتك وإنتاج أغنيات تسهم في تثبيت أقدامك بصورة أكثر احترافية داخل الساحة الفنية..

الشاذلي عمر _مطلوب (تفرغ )

أخبرني عدد من الاصدقاء أن الفنان الشاب الشاذلي عمر غاضب جداً من انتقادنا له خلال فترات سابقة، فأخبرته أن النقد الذي وجهته للشاذلي كان من أجل مصلحته في المقام الأول وذلك حتى لا يسير عليه في المستقبل لقب ( الفنان ابو أغنية واحدة) ذلك اللقب الذي يمكن أن يخصم الكثير من الفنان ويجعله أسيراً لأغنية يتيمة طوال حياته..

على الشاذلي أن يعلم أننا لا نستهدف فناناً لأن ذلك لايمت لمهنتنا ولا لتربيتنا بصلة وأن يقتنع تماماً أن النقد الذي نقوم بتوجيهه له يقع في مدار المصلحة العامة لذاك عليه أن يقلل من غضبته تلك وأن يركز في إنتاج أغنيات جديدة تزيل عنه لقب الفنان ابو أغنية واحدة وهي أغنية (زولتي) والتي ظهر من خلالها..