(السودان) … نزوح ومجاعة مالم ..!.

الجمهورية نيوز : بقلم : إبراهيم عربي

أصبحت المجاعة واقعا معاشا في السودان (سلة غذاء العالم) ولابد من الإعتراف بها بلا مواربة وليست مجرد فجوة غذائية مثلما تقول الحكومة ، حتي ولو كانت تمتلك كثيرا من المخزون الإسترتيجي في ولايات أصبحت بذاتها مهددة أمنيا جراء هذه الغذو الأجنبي الذي تقوده وتدعمة دولة الإمارات بالوكالة عن الإمبريالية الصهيونية وبتشجيع من أمريكا التي ينوح مبعوثها الخاص توم بيريلو ذارفا دموع التماسيح لنزوح سكان سنار بسبب هجمات مليشيا الدعم السريع التي يدعمها .

 

 

بينما ظلت بريطانيا (حاملة القلم) تدعم الإمارات وهذه المليشيا تحت سمع وبصر مجلس الأمن الدولي دون خجل وواجب علينا نزع هذا القلم لعدم أمانتها ، ومع الأسف الشديد فقد إنفجرت الأوضاع بين يدي الأمم المتحدة عبر مندوبها المأفون فولكر الذي جاء بالاتفاق الإطاري رغما عن أنف أهل السودان إنحيازا لفئة قليلة ضالة ضالعة في العمالة ..!.

مع الأسف تدثر كل هؤلاء وأكثر من (20) دولة لمساعدة مليشيات الدعم السريع المتمردة الإرهابية التي جاءت بمليشات خارجة عن القانون من شتات الأرض من (أفريقيا الوسطي ، تشاد ، مالي ، النيجر ، السنغال ، بوركين فاسو ، إثيوبيا ، جنوب السودان ، ليبيا ، سوريا ، روسيا، الإمارات وغيرها) جاءوا غزاة لإغتصاب السودان أرضا وشعبا وتدمير موارده وبنيته التحتية وتهجيرسكانه لاجئين ونازحين وتهريب موارده وثرواته ..!.

 

بلاشك أن العمليات العسكرية في سنار فرضت واقعا مجتمعيا جديدا موجعا ومؤلما نزح أهلها يضربون الأرض خوفا من إنتهاكات هذه المليشيا وعملاءها من الخلاية النايمة والطابور الخامس الذين تنكرت لهم قوات الدعم السريع لافعالهم الشينة نهبوا كل ممتلكات المواطنين ومدخراتهم وتركتهم يضربون الارض بلا مأوي وبلا غذا ، فمهما تنكرت لهم المليشيا فإن هؤلاء المجرمين يتبعون لها مليشيا إرهابية .

الواقع أن كثير من سكان ولاية سنار (الوسطية التاريخية) نزحوا فرارا بأرواحهم الي القضارف وغيرها هربا من غلو وتطرف وإنتهاكات مليشيا الدعم السريع الإرهابية فأينما وجدت هذه المليشيا فر المجتمع منها لانتهاكاتها المتعددة ، وربما لأول مرة في تاريخ سنار هذه الولاية التي لم تعرف (التمرد) يوما ، خرجت هذه المرة من الموسم الزراعي 2024 (مطريا ومرويا) ، وتقول التقارير الأممية أن (25.6) مليون شخص في السودان يواجهون خطر الجوع ويمثلون 60% تقريبا من السكان، ولكن اعتقد هذه الارقام تحتاج لإعادة ومواكبة ، وقالت أن السودان يمر بأسوأ حالات الجوع في العالم ولكنها ظلت مكتوفة الأيدي إلا ذر الرماد في العيون ..!.

مع الحسرة الشديدة خرجت الجزيرة الآمنة المستقرة منذ العام الماضي بمؤامرة واصبحت غصة في الحلق مرا حنظلا يصعب بلعها مهما كانت الأسباب والمبررات وبذلك خرجت (2) مليون فدان مشروعا مرويا الأكبر في البلاد فقد نزح كثير من سكانها والنازحين إليها حوالي (6) مليون نسمة فروا منها كما فر الزراع بأرواحهم في مواجهة غلو وإنتهاكات مليشيا الدعم السريع الإرهابية ، وربما يخرج جزء كبيرا من النيل الازرق (مرويا ومطريا) من الموسم بسبب هذه العمليات التي وصلت لمشارف الولاية التي عاشت من قبل حربا طويلا ولكنها لم تخرج من الموسم الزراعي أبدا ..!.

 

بينما أصيبت النيل الأبيض بالزكام لمرض جاراتها (الخرطوم ، الجزيرة وسنار) ، وبالتالي خرجت أجزاء كثيرة منها من الموسم الزراعي 2024 ، خرجت كل مشاريع النيل الأبيض الشرقية في المساحة الممتدة مابين ولاية الجزيرة وسنار والخرطوم في جبال (موية ودود بيوت) ومشاريع قفا شرق الجزيرة أبا وشمال شرق ربك وجنوب غرب الجزيرة وشرق كنانة وغرب سنجة حتي الدالي والمزموم وحتي النيل الأزرق ، وجميعها مناطق زراعية مطرية خصبة توفر الكثير من القوت للمواطن غذائيا ونقديا من السمسم والذرة وغيرها من المحاصيل الأخرى .

إما الحديث عن دارفور بولاياتها الخمسة وكردفان بولاياتها الثلاث قد خرجت من الزراعة منذ الموسم الماضي 2023 وبل ساءت الأوضاع أكثر في 2024 وبالتالي نفذ ما عند المواطن من مخزون غذائي ونقود وممتلكاتها ما بين قتيل وجريح ولاجئ ونازح فارين بأجسادهم من إنتهاكات مليشيا آل دقلو المتمردة الإرهابية التي طالتهم في انفسهم ومساكنهم وممتكاتهم حفاظا علي شرف اسرهم التي إنتهكتها قوات المليشيا وهي مسجلة في أضابير الأمم المتحدة ولكن لازلنا ننتظر هذا الضمير الإنساني للمجتمع الدولي ان يصحو من غفوته ..!.

ولذلك كله في تقديري الحل بيد قيادة البلاد ونحن ننتظر ماذا يفعل الرئيس البرهان ..؟! ، فإن كان لنا رأي إما أن يتجه البرهان نحو طاولة التفاوض للسلام في ظل هذا الواقع الأليم المر ، أو يكرب قاشو لحسم المليشيا مثلما قالها لن نتفاوض مع عدو يستمر في انتهاكاته ولا مع من يؤيده وهم الفئة الضالة ، واجبنا اعداد العدة للقتال ..!، إذا عليه ان بتوجه لتوقيع الإتفاقيات التي خرجت بها زيارة نائبه عقار لروسيا اليوم قبل الغد ، وبل التحالف مع كل من (روسيا، الصين ، تركيا ، إيران ، قطر) وفق مصالح مشتركة (Win To Win) .

الرادار .. الخميس الرابع من يوليو 2024 .

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا