مؤتمر القاهرة :اتهامات واجندة تقفز فوق الطاولة !
تقرير : الجمهورية نيوز
يبدو أن السودان يشهد تحولاً كبيراً ومفاجي بعد المؤتمر الذي عُقد بالقاهرة يوم السبت الماضي والذى صحبته تغيرات اقليمية ودولية كشفت عن تهديد وجود الدولة السودانية ، رغم أنها ظلت صامتة لعام ونيف ولكن ما أدلى به وزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطي والذى أكد فيه موقف بلاده من الحرب الدائرة فى السودان ، وأن مصر تدعم وتساند وحدة القوات المسلحة السودانية ، الامر الذي قطع الطريق امام الجناح السياسي لمليشيا الارهابية وبحسب مراقبون للمشهد السوداني أن الحرب فى السودان القت بظلالها على الشعب المصرى فى تدفق اللاجيين،وان هنالك ضغوطات على بعض الدولة المساندة للمليشيا الارهابية ، ويرون ان مؤتمر القاهرة نقطة تحول فى المشهد السياسي حيث تمايزت الصفوف برغم ان المؤتمر فشل فى التوصل الي اتفقاع بين الطرفين حيث ما رشح من معلومات يؤكد أن الاصوات تعالت بين الطرفين بالادانة الواضحة للجرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع والتي تستوجب محاكمة جنائية الي أن الطرف الاخر قد تعنت .
حاولت مصر كسر الهوة بين الفرقاء السياسيين بنجاح المؤتمر ودفعت بثقل عجلة الحوار بدعوة لكل الاطراف المعنية لحل الازمة السودانية وبالفعل نجحت في خلق حوار بين الطرفين ، وعند انطلاق المؤتمر وضعت ثوابت اكدتها على لسان وزير خارجيتها بدر عبدالعاطي بأهمية وحدة القوات المسلحة السودانية ما لها من أهمية بالغة اثبتتها التطورات الجارية للحفاظ على المواطنين والسلامة والحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية على حد قوله ، ورغم أن المؤتمر ينعقد في ظروف قاسية وان احدى الطرفين هو من اشعل الحرب (يا الاطاري يا الحرب ) الي ان الوزير اشار الي ان الوضع الانساني يتطلب وقف الاقتتال الذي تسبب في خسائر فادحة فى الارواح والممتلكات وتدمير للبنية التحتية والمرافق الحيوية وتدهور المؤسسات الصحية ونوه الي ان مصر استقبلت ٥ مليون سوداني وهذا الرقم قابل للزيادة.
الاتحاد الأفريقي:
فى ظل المواقف المتأرجحة الصادرة من الاتحاد الافريقي وعدم اصداره لإي بيان ينفرد فيه بإدانة لانتهاك التي تمارسها قوات الدعم السريع من قتل واغتصاب وترويع للمواطنين العزل إلا أن الاتحاد الافريقي دفعة بممثلة توضح موقف القارة السمراء من الحرب الدائرة في السودان حيث ابتدرت حديثها بان منبر جدة لم يحرز أي تقدم وان والوضع الإنساني متأزم مما أدى إلى نزوح ملايين الاشخاص في اشارة الي ان المجاعة تهدد السودان واستمرار الحرب ادي الي تدمير البنية التحتية وتدهور للاقتصاد واختتمت حديثها بان الأطراف الدولية تسعى بكل جهدها لوقف الحرب فى السودان ، انتقد المراقبون موقف الاتحاد الافريقي الذي خلا تماما من اي ادانة للمليشيات وما ترتكبه من مجازر في معظم ولايات السودان وانها اكتفت بقول أن المقاتلون يصرون على الحل العسكري وهناك من يصطف مع احد الطرفين مما يقوض جهود الحلول ، واعرب المراقبون على ان جل حديثها يصب على ان هنالك لجنة رفيعة المستوى تعمل على تحقيق الحوار السوداني السوداني
الاتحاد الأوروبي :
اما الاتحاد الاوربي فى نظر الكثيرون فليس ببعيد من الاتحاد الافريقي فهو ايضا يعمل وفق مصالحه وما تقضيه حيث تحدث سفير الاتحاد الأوربي بالسودان على ان الحرب في السودان شكلت ازمة لدول الجوار وان شعب السودان اصبح مهددا بسبب استمرار الحرب وأن الشعب السوداني من حقه ان يتمتع بالاستقرار ، واشار الي ان مؤتمر سيناقش الوضع الانساني
واستطرد السفير عن إرسال ٦٠ مليون دولار من قبل الاتحاد الاوروبي ولكنها لا تفي بالحاجة لازمة كارثية قائلًا: لأننا لا نستطيع الوصول لكل المحتاجين ولابد من إنقاذ الناس و ان دول الاتحاد الأوربي تعمل من اجل برامج التعليم والتنمية حتى لا نبدا من الصفر بعد الحرب ، لكن هنالك سؤال جوهري لماذا لم يتحدث السفير عن كيفية الضغط على المليشيا ومعاونيها بالكف عن تدمير البنية التحتية او بالذهاب الي منبر جدة لتفيذ ما تم الاتفاق عليه؟
خلافات حادة :
اختتم المؤتمر بخلاف وسط الفرقاء السياسيين من القوي المدنية والكتلة الديموقراطية ابرزهم مالك عقار وجبريل ومناوي بالامتناع عن التوقيع في مخرجات (مؤتمر لا للحرب) معلنين عن موقفهم الثابت اتجاه ألشعب السوداني واعتبروا ان المؤتمر مخيب للامال ودون الطموح .
فهل تنجح القاهرة فى الوساطة بين الطرفين أم ان مخرجات المؤتمر ستذهب ادراج الرياح؟