د. الباقر عبد القيوم علي يكتب .. همس الحروف / الدكتور خالد حسين سيرة عطرة و مسيرة خالدة 

لكل بلد أعمدتها البشرية ، فهم الأكثر بروزاً في مجتمعها و يلعبون أدواراً محورية في تقدمها وتطويرها و بنائها المجتمعي الذي يتحقق به التقدم الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي .

 

فمدينة دنقلا حاضرة الولاية الشمالية تشكل لوحة زاهية من واقع التنوع الإجتماعي و غزارة الموروث الثقافي ، و تعد من أكثر مدن السودان مثالية للتعايش الإنساني الذي تذوب معه الفواصل بين أفراد المجتمع ، إذ تشهد تداخلات مجتمعية مكونة من أطياف واسعة تضم عدد من السحنات الوافدة و الأصيلة التي تجانست في هذه المنطقة لتشكل لوحة فائقة الجمال ، و ذات أبعاد لها عمقها الإنساني ، و لها موروثات ذات بعد إجتماعي و ثقافي لونت الحياة بأزهي الألوان .

 

من رحم هذه المنطقة المتشبعة بالجمال و العطاء خرج الدكتور خالد حسين عبد الرحمن إستشاري طب و جراحة العيون و الذي أصبح من أعمدة مدينة دنقلا الفتية ، فهو إبن جزيرة لبب الذي تتعدد عنده المواهب ، و تتنوع عنده وسائل العطاء ، فهذا الشاب كذلك إبن سورتود التحدي ، وقد جمع ما بين ممارسة مهنة الطب و فن العزف ، و الشغف بالأعمال الإنسانية و العطاء و حب الخير للغير ، مما يعكس مدى التنوع الذي يتميز به هذا الرجل عن غيره ، مقروءاً مع حزمة التفاني الذي يشكل شخصيته التي تجد نفسها في خدمة المجتمع بطرق متعددة ، فهو طبيب ماهر في جراحة العيون ، و يمزج ما بين الكفاءة الطبية و الرعاية الإنسانية بصورة إستثنائية ، فنجده دائماً مساهماً و داعماً بشكل لافت في كل شيء يقتضي تدخله من أجل تحسين الرؤية على المستوى البصري و المجتمعي .

 

حينما يتحدث المتحدثون عن شخص د. خالد يعجزون في الحديث عنه ، لان الكلمات يتقاصر طولها أمام قامته الشامخة فيأتي التعبير بالإعجاب به باهتاً و لا تفي العبارات لتوصيل المعاني في حق هذا الرجل الفريد ، و خصوصاً انه يمثل مصدر إلهام عام للكثيرين بسبب تفانيه وتفرده في خدمة المجتمع والمساهمة في رفاهيته ، و حديثي عنه ليس من باب الدعاية له ، و لا أقصد بذلك تلميعه لانه هذا الرجل عبارة عن نجم مضيء دون تسليط الضوء عليه فهو ذاتي الإضاءة .

 

الرجل الإنسان الدكتور خالد حسين يعتبر قدوة نادرة ، حيث بقي ملتزماً بمدينة دنقلا دوماً ، فلم يسعى للبحث عن الثراء خارجها البتة . و بدلاً من ذلك صبر على شدتها و عمل جاهداً على تنميتها وتحسينها ، في ذات الوقت سعي في تجويد مهنته و تفوق في ذلك حتى أصبح مقصداً من مقاصد السياحية العلاجية في مجال طب و جراحة العيون في الولاية ، و هذا خلاف أنه يعتبر من الذين ساهموا بجهدهم الشخصي ومالهم الخاص في تعزيز الرفاهية في هذه المدينة من أجل تقدمها ، و يأتي علاوة على ذلك تأسيسه لمستشفى الشيخ أحمد على الإمام و إدارته ، فقد أبرز مهارته الفنية و المهنية في تجهيز هذا المستشفى بأحدث الأجهزة ، فهو المستشفى الحكومي و المرجعي الوحيد المتخصص في طب و جراحة العيون بالولاية الشمالية .

 

الدكتور خالد حسين لا يمكن حصره فقط في مهنته التي يعرفها عنه الناس كإستشاري لطب و جراحة العيون ، فهو إداري ناجح ، فما زال على رأس عمله يعمل مديراً لمستشفى الشيخ أحمد على الأمام لطب و جراحة العيون ، و هو رئيس إتحاد المهن الموسيقية بالولاية الشمالية ، و كذلك هو رئيس مجلس إدارة (فذ) لعدد من منظمات المجتمع المدني ، و أيضاً هو رئيس فخري لبعضها ، فهو شاب شامل تتشرف به المناصب و تتزين ، و يأتي فوق ذلك أنه القائد و المؤسس و الاب الروحي لمجموعة “لمتنا الحلوة” النخبوية الثقافية و الإجتماعية و الإنسانية و الفنية ، فإنها ليست مجموعة عادية كتلك المجموعات في الفضاءات الإسفيرية ، قد تبدو للبعض كذلك و لكنها مثيرة للاهتمام لانها تعبر عن الروح الإيجابية في العطاء الشامل في كل الجوانب الإبداعية و تصلح أن تكون مجلساً إستشارياً حازقاً لهذه الولاية إن أرادت الولاية ذلك ، إنها مجموعة تتمتع بالجمال والعطاء .

 

بدون مزايدات فإن الرجل يعتبر قامة من قامات الإبداع في السودان ، و يؤدي مهنته كطبيب بروح فنان ، حيث يمنح كل عملية جراحية لمسة إنسانية ذات طابع فني فريد تميزه عن غيره ، فنجده يقدم خدماته الطبية في مجال جراحة العيون بتكلفة صفرية لا تتجاوز بأي حال من الأحوال ثلث المبلغ السائد في الولاية إذا ما قورنت بالتكلفة الشائعة التي قد تصل إلى ثلاث أضعاف ما يأخذه مقابل العملية الجراحية و هذا الأمر يجعله الخيار الأيسر و المتاح و الافضل للعديد من الأشخاص الذين لا يجدون سنداً في الحياة ، فهو السند الحقيقي لكل من ليس له سند ، و الأخ العزيز الذي تتجسد فيه معاني الأخاء الحقيقية، فهو الأب الروحي الكامل و الشامل ، و الصديق الصدوق الوفي و الأمين ، فلا يسعني في هذه السانحة إلا أقول له كلمات الشاعر عمر الحسين و التي تغنى بها الفنان الراحل المقيم سيد خليفة :

 

بطناً جابتك والله ما بتندم

أسد الكداد الفي خلاكَ رزم

ويا رعد الخريف الفوق سماك دمدم

بابك ما انقفل نارك تجيب اللم

ما بتعزم تقول غير استريح حرٌّم

 

و اقول له سر في طريقك يا خالد و عين الله ترعاك و ارسم بسيرك و مسيرك أجمل سفر من أسفار الحياة ، و ليكن ذلك بريشة فنان محترف لفن الرسم ، و علم الناس كيف تكون الحياة في الأخذ و العطاء ، و من المؤكد سيخلد لك التاريخ هذه القصة الباذخة في فن العطاء ، في صفحات من ذهب ، حفظك الله و رعاك و سدد خطاك يا سيد شباب الولاية الشمالية .

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا