كلمة ونص!!!_ وعد الحق امين (والي الجزيرة) ومواقف الرجال
ثمة مثل شائع يقول أن : “الشدائد تصنع الرجال“.. مثل أراه لصيقاً للغاية بوالي الجزيرة المُكلف الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير والطريقة التي قاد بها ولايته خلال الحرب في ظل احتلال المتمردين للولاية وتهديدهم أرواح الملايين في مناطق مختلفة بسلسلة انتهاكات تصل حد القتل والنهب والتهجير باجتياح المزيد من المناطق ومن بينها المناقل
والحديث عنه قد يكون فيه إجحاف لجهة أن ما قدمه وظل يقدمه لمحليات الولاية الآمنة تنموياً واقتصادياً فضلاً عن تحركاته لدعم المجهود الحربي ميدانيا تؤكد تفوق الرجل في إدارة الشأن بولايته التي ظل فيها صامداً صابراً طيلة هذه الفترة
في ظروف كهذه يجد ( الخير ) وأعضاء حكومته واللجنة الأمنية والمقاومة الشعبية المسلحة أنفسهم في موقف وطني تاريخي لا يحسدون عليه، إذ بات يتوجب عليهم اختيار الاستراتيجية الأمثل للتعامل مع الوضع الأمني وهو أمر ليس باليسير من جهة، كما يتحملون في الوقت نفسه مهمة هائلة تتمثل في بث الطمأنينة في نفوس مواطنيهم حول قدرة القوات المسلحة على حمايتهم ومنع تآكل هذه الثقة ودفعهم لإسنادهم جهودها لوجستياً
الخير الذي يلبس ( لامة الحرب) ويضج بالتلاحم مع النظاميين والمقاتلين والمواطنين على حد سواء كألوان متناغمة في لوحة حب الوطن والدفاع عنه، يضع أمن الولاية في مقدمة الأولويات وهو ملف تتحرك فيه باستمرار وفاعلية الحكومة والقوات المسلحة بقيادة اللواء الركن عوض الكريم علي سعيد قائد الفرقة الأولى مشاه واللواء عبدالإله علي أحمد مدير شرطة الولاية والعميد أمن عماد سيد أحمد مدير وحدة أمن ولاية الجزيرة والشيخ عبدالمنعم أبوضريرة رئيس المقاومة الشعبية المسلحة، ولا تكاد تنقطع لقاءات لجنة أمن الولاية فهي دائمة الانعقاد لضمان تحديث معلومات الموقف الأمني وسير عمليات المحور الغربي بالمناقل والتعامل مع أي مستجدات تتطلب اتخاذ مزيد من التدابير والخطوات التأمينية ويترافق ذلك مع التوجيه المستمر بتطوير قدرات المستنفرين وزيادة إعدادهم لمواجهة أي تعديات
بالرغم من ذلك ظل والي الجزيرة الطاهر الخير يؤكد أنه لم يأتي لاستلام مقاليد الحكم بهذه الولاية المغدورة لأجل السلطان والوجاهات وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه تحمل المسؤولية في أصعب الظروف التي تمر بها الولاية، وفي هذه المرحلة أكد الرجل عملياً أنه قَبِل التكليف تلبية لنداء الوطن في وقت لا ينفع فيه مال ولا سلطة ولا جاه إلا من أتى لخدمة الوطن والمواطن بقلب سليم ونوايا خالصة وأيادي مخلصة وخبرة في التميز الإداري
أسهمت جهود حكومة ولاية الجزيرة ولجنه أمنها في تحقيق انتصارات كاسحة علي المتمردين في متحرك قطاع المناقل وغنيمة عربات ومعدات وآليات قتالية وهو ما استدعى التواجد الميداني للوالي كعهده دائماً وأعضاء اللجنة الأمنية في الخطوط الأمامية لزيادة الروح المعنوية وتجديد الثقة في قدرة القوات المسلحة وشركاءها علي حسم المتمردين وأنهاء تواجدهم بالولاية
صمود والي الجزيرة المكلف طيلة الفترة الماضية أكسبه احترام الآخرين ورضاهم التام ليضعوا فيه ثقتهم الكاملة واستطاع بذلك استقطاب الدعم الرسمي والشعبي، ( الخير ) وأركان حربه من الخبرات المتراكمة ارتقوا إلى مستوى الحدث عبر التعامل بطريقة ملائمة مع الأزمة التي تواجهها الولاية في الوقت الحاضر والإدراك السريع للخطر الذي يواجه مواطنيهم واتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع الموقف وضعها موضع التطبيق
وفي غمرة مآسي الحرب وإفرازاتها السالبة التي تتطلب تركيز النظر والجهود في الملف الأمني، لم تغفل حكومة ( الخير) الملفات التنموية الأخرى سواءً الصحية منها والخدمية والاقتصادية والزراعية والإنسانية في ظل موجات نزوح كبيرة للمناقل تتطلب تعاملاً وتدابير استثنائية لإدارة الموقف والوضع الذي يزداد تعقيداً على الأرض
وبمثل ما سيسجل التاريخ صحائف سوداء لما اقترفته قوات الدعم السريع بحق إنسان الجزيرة، سيخلد بالمقابل مواقف مشرفة صنعتها حكومة ( الخير) في هذا الظرف الاستثنائي الذي فُرضت فيه على القوات المسلحة خوض معركة كرامة مصيرية يتوقف عليها وجود الدولة السودانية التي تواجه مخططاً إجرامياً تغذيه جهات عينها على مقدرات السودان وثرواته وموارده الطبيعية
أخيراً.. شكراً (الخير ) فأنت القائد في وقت الشدة التي تتبين من خلالها مواقف الرجال، وشكراً لكل من استشعر المسؤولية من أعضاء حكومتك المتحلقين من حولك في ساعة العسرة، وكذلك أعضاء اللجنة الأمنية والمقاومة الشعبية المسلحة فكلنا في الهم ( مناقل ) أيقونة الصمود والبسالة وصناعة مواقف الرجال والتاريخ المشرف