همس الحروف .. وزير الداخلية بالشمالية .. كواليس الزيارة .. د. الباقر عبد القيوم علي
زيارة سعادة اللواء خليل باشا سايرين إلى ولايتي الشمالية ونهر النيل كانت بصفته رئيس المجلس القومي للدفاع المدني و ليست بصفته وزيراً للداخلية ، فنجد أن دوره كممثل للمجلس القومي للدفاع المدني يركز على تقييم الوضع في المناطق المتأثرة بالطوارئ ، و تنسيق الجهود بين الوزارات المعنية بالأمر ، وإدارة الميزانية الخاصة بالطوارئ بالتعاون مع وزارة المالية ، وزياراته تهدف إلى تقييم الوضع وتحديد الاحتياجات ،و نقل هذه المعلومات إلى المجلس القومي للدفاع المدني .
لقد تابعت عدد من قروبات دنقلا ، و ما تداول فيها حول زيارة السيد وزير الداخلية الأخيرة ، و التي كانت معدة لتفقده الأماكن المتأثرة و الوقوف على الأوضاع ميدانياً و مواساة المتضررين ، الذين دفعوا فاتورة الحرب تم أطبقت عليها الكوارث الطبيعية ، الذين تزامت عليهم النكبات المتتالية ،حتى تعمق عندهم الإحساس باليأس ، فمن الواجب على الدولة تقديم الدعم اللازم لهم و مواساتهم و تعزيز الاستقرار و فتح باب الأمل لهم من خلال المساعدة الإنسانية ، و الشروع في التنمية المستدامة .
من واقع الحال نجد أن نخب مدينة دنقلا كما يقول المثل الشعبي : (لا يعجبهم العجب و لا الصيام في رجب) ، لقد حاول بعضهم التقليل من أهمية الزيارة و مخرجاتها ، رغم أنها كانت إيجابية جداً ، و كذلك إستقللوا قيمة المبلغ الذي تم إستقطاعة في ظروف صعبة و الذي تم تسليمه للولاية و كان عبارة عن 50 مليار ، كدعم من وزارة الداخلية لمقابلة الاحتياجات العاجلة كالوقود ، و شراء بعض المعينات ، و إعاشة المرابطين فى مواقع السيول من جنود الدفاع المدني و غيرهم من المتطوعين ، أو حسب ما تقضيه الضرورة الميدانية ، و وزارة الداخلية تشكر على هذه المساهمة القيمة في ظل هذه الظروف الصفرية التي تعيشها كامل مؤسسات الدولة .
و من المهم في مثل هذه الحالات ، يجب ألا يلتفت المجلس القومي للدفاع المدني للأراء السالبة مهما كان مصدرها ، و أن يواصل عمله بجد لتحقيق الأهداف المرسومة و المرجوة منه ، وأن يتفاعل المجلس بفعالية مع كل الملاحظات و الانتقادات البناءة التي تصب في مواعين المجلس بما يفيد ، و يجب على المجلس تعزيز التفاعل الإيجابي مع المجتمع والإجابة على كل التساؤلات والاهتمامات التي يمكن أن تساعد في تعزيز مخرجات الزيارات في جميع ولايات السودان المنكوبة ، و من المؤكد أن أكثر المعلومات التي تم نشرها عن زيارة السيد وزير الداخلية و الوفد المرافق له كانت غير دقيقة .
للأسف ، تم قطع برامج هذه الزيارة بسبب رداءة الأحوال الجوية ، و هو ما حال دون تنفيذ الزيارات الميدانية التي كان مقررة لها ، و نعلم جميعاً أهمية هذه الزيارة في تقديم الدعم و تفقد الأوضاع بشكل مباشر ، و كذلك نعرف مدى وقع تأثير هذه الزيارة للمتضررين .
غادر السيد الوزير و وفده المرافق له مدينة دنقلا متجهاً إلى نهر النيل ، و الولاية الشمالية كلها أمل بأن يتم تخصيص الدعم اللازم للولاية وفقاً للتقارير التي وصلت إلى المجلس القومي للدفاع المدني مباشرة و التي كانت عبارة عن 26 ألف منزل بين إنهيار كلي و جزئي و إكثر من 40 ألف فرد يعيشون الآن بلا مأوى ، الشيء الذي يتطلب أن تكون هنالك تدخلات عاجلة و موجهة بشكل فعّال ، و يجب تلبي الاحتياجات الفعلية للمتضررين ، و نأمل أن تسهم في تحقيق الاستجابة الفورية بصورة أكثر فعالية ، و ملبية احتياجات المتأثرين بشكل دقيق إن شاء الله .
و الله من وراء القصد