إبر الحروف عابد سيداحمد مابين عبد القادر سالم ومامون حميدة !!
* فى فندق بوهين ببورتسودان الذى يقيم فيه هذه الايام فى فترة نقاهته مبدع الروائع الفنان الكبير عبد القادر سالم والذى ينوء بحمل لم يشهده من قبل ..كنا هناك
*
* وهناك يتزاحم المحبين بين وفود تجئ واخرى تفوت واستقبال رحيب لايفرغ من قادمين جدد عليهم انتظار دور المقابلة
*
* اما السلم المؤدى للطابق الثانى الذى توجد به غرفة الهرم فانه لايهدأ من حركة الصاعدين اليه ليقولوا له انت ماشبه الالم ..الالم ماليك انت
*
* والوفود القادمة هى من مختلف الفئات والاجناس والاعمار يجمعهم كلهم حب الرجل الفنان الذى جمل دواخلنا بعشرات الدرر
* ودواخل عبد القادر النقية المحبة للناس هى ماجعلته يعيش حياته لهم فعندما نافسه الموسيقار محمد الامين مرة على رئاسة اتحاد الفنانين فاز هو بأمر الحب بعد ان منحه كل زملائه اصواتهم بقناعة انه زول حارتهم الذى يتفقد احوالهم ويقف بجانبهم فى كل المحن والاحن
* ومحنة المرض التى مر بها عبد القادر مؤخرا اكدت له ان الوفاء يقابل بالوفاء
* وعن عبد القادر يقول كل وزراء الثقافة المتعاقبين على المنصب انه كان كثير الملاحقة لهم وان ملاحقاته لم تكن يوما لشئ يخصه فهو شايل هموم غيره من زملائه فى زمان همه العنده (غالبو يشيلو)
* وعندما كنت مسئولا عن الثقافة بولاية الخرطوم طلبت منه مرة ان يرافق البروفسير مامون حميدة وزير الصحة وقتها فى زيارتنا للممثلة المخضرمة فائزة عمسيب فقال لى بلا تردد دقائق واكون جاهز والرجل بطبعه يحرص على ان يكون جميلا فى كل شئ ولانه كذلك لم يكن يخرج من بيته الا بكامل اناقته
* وفى الموعد المحدد التقينا فى منزل فائزة بام درمان والتى اقعدها المرض ومنعها ضيق ذات اليد من العلاج بالخارج الشئ الذى جعلها تطلب خلال الزيارة من الوزير مساعدتها للعلاج بالاردن والذى لم يتردد فى الموافقة منفذا لطلبها من حر ماله وليس من جيب الحكومة
* المهم ونحن نهم بالمغادرة قال د. عبد القادر للوزير هل من امكانية لزيارة الفنان صلاح ابن البادية فى مستشفى احمد قاسم ببحرى فرد عليه الوزير حاضرين فذهبنا الى هناك واجرى البروف يومها مايلزم لعلاج ابن البادية
* والبروف مامون المحارب من البعض رجل مدهش فى مواقفه الإنسانية وشهادة لله ماعشته معه من مواقف كانت كثيرة وكبيرة وكلها كان يفعلها بطيب خاطر لمن يعرف ولايعرف
* ولاينسى السفير على مهدى نورى موقف الرجل عندما تازمت حالة قلبه الصحية بمستشفى الساحة وطلب منه الاطباء المسارعة بالانتقال لاى مستشفى قلب لعمل دعامه لقلبه خلال ساعات فاتصلت انابة عنه بالبروف مامون لانقاذ حياة القلب الفنان فلم يكتف الوزير بالتوجيه بل سارع بسيارته الى مستشفى الساحة بعد ان طلب الاسعاف ليتم نقل على مهدى واجراء العمليه له بسرعة منقذا لحياته
* وليتفاجئ الممثل نبيل متوكل المريض بزيارة البروف مامون له بمنزله فى اطراف الخرطوم كما تفاجات المذيعه الكبيرة يسريه محمد الحسن فى مرضها وهو يزورها فى منزلها فى اقاصى الحاج يوسف وتفاجا الهرم الاعلامى مامون الطاهر بعد ان بح صوته من النداءات والرجاءات المطالبه بالو قوف بجانبه فى محنة مرضه بيد البروف مامون تمتد اليه وهو يرسل اسعاف مستشفى يستبشرون التى يملكها ليعالجه فيها ثم يعينه بعد ذلك فى سفره للعلاج بالخارج على نفقات الاقامة والاعاشة هناك
* اما قصة د. عبد القادر والبروف لم تنته بمصاحبته فى زياراته للاخرين وانما تفاجأ يوما فى مرضه بالبروف بعد ان غادر الوزارة يدخل عليه بمنزله با مدرمان ولسان حاله يقول انت تامر ياحبيبنا وتلقى (كل الدايرو) حاضر
* والبروف مامون وهذه شهادة لله لم يتاخر فى عشم كنا نقصده فيه لخدمة الاخرين ولم يكن اى دعم يقدمه من جيب الحكومة
* وكان يرفض التقاط صور لزياراته التى شملت مبدعين ورياضيين ورموز مجتمع وكان يقول هذا حق هؤلاء علينا بما قدموه لنا
* و جامعته الخاصة ظلت مفتوحة بالمجان لاى حافظ للقران
* والجامعة التى بناها بجهده كثير من طلابها حالات خاصة قدرها الرجل واعفاها من الرسوم
* وصحيح انها ارتبطت فى الاذهان بانها الاعلى سعرا الا ان للتميز ثمن يدفعه المقتدرين فالاستاذ المتفرد واحتياجات الدراسة فى بيئة تحقق الاهداف لها مطلوباتها ومايقابلها من مال
* وهى اولى الجامعات التى انتقلت من البلاد بعد الحرب الى روندا وتحملت كل الاعباء والتكاليف الباهظة بعد ان فقدت كل شئ بالداخل لتبدا من جديد حفاظا على استقرار دراسة منسوبيها وهذا يحمد للرجل الذى يعرف كيف يقفز فوق الصعاب ويصمد فى وجه الاعاصير ويوازن بين الامور فيكون الجانب الاستثمارى موجودا عنده بفهم الاستثمار لكى تستمر مؤسساته و الجانب الانسانى حاضرا بطبعه الذى جبل عليه
*
* ويبقى الدعاء بتمام الشفاء لفنانا عبد القادر سالم ورد الله غربتك يا بروف مامون ورد لنا الوطن بكامل عافيته