محلل سياسي يوضح ما يجري من حراك في أروقة المؤتمر الوطني
رصد : الجمهورية نيوز
أوضح الكاتب السوداني إبراهيم الصديق علي أن “هناك تفسيرات مختلفة لحالة تنظيمية تتعلق برئاسة حزب المؤتمر الوطني ما بين إبراهيم محمود الذي اعتمده مجلس الشورى في 2020، وبين أحمد هارون المفوض من رئيس الحزب في 2019، ومع أن الأول سلم قيادة الحزب للثاني في يونيو (حزيران) 2023، إلا أنه عاد للبلاد قبل شهرين قادماً من تركيا وشكل قطاعات ومكتب قيادي وأصبح للحزب أكثر من مركز قرار، في حين اجتمع مجلس شورى الحزب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي واعتمد تفويض أحمد هارون، وعلق جلساته للحوار مع بقية الأطراف”.
وتابع علي في تصريحات نشرتها جريدة اندبندنت عربية، “في اعتقادي أن ما يجري من حراك في أروقة (المؤتمر الوطني) لن يكون له تأثير في مسار الحرب وتطوراتها لأسباب عديدة هي أن كل الأطراف متفقة على ضرورة التركيز على هذه المعركة التي تعد معركة كل أهل السودان وليس حزب المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية، كما أن المجتمعات في كثير من المناطق تجاوزت القوى السياسية وأصبحت قوة الشعب الأكثر فاعلية، وذلك لأن الحرب أثرت في الناس مباشرة في حياتهم وأرضهم وأمنهم وممتلكاتهم، فضلاً عن أن الذين يدافعون في الميدان لديهم وعي كامل عن قضيتهم وظروفها، فلا تشغلهم مثل هذه الأحداث عما يقومون به من دفاع عن وطنهم”. وزاد، “ما قاله الداعية عبدالحي يوسف بحق قائد الجيش عبدالفتاح البرهان يصب في كونه مجرد آراء وقناعات تخصه وقد سبق أن جهر ببعضها، بخاصة في ما يتعلق بقضية التطبيع مع إسرائيل، لكن كونه تحدث باسم الحركة الإسلامية فهو من ناحية تنظيميه ليس عضواً فيها، ولم يكن كذلك طوال حياته دون أن ننكر دوره وتأثيره، وقد أوضحت الحركة ذلك في بيان لها”.
ومضى الكاتب السوداني في القول “ما يثار عن علاقة الإسلاميين بالجيش لا يعدو كونه مغالطة كبيرة، لكن هناك نقطتين مهمتين، الأولى عندما أرادت القوى السياسية إطاحة حكومة البشير ذهبت إلى قيادة الجيش، وباسمهم أزاح الجيش حزب المؤتمر الوطني من السلطة، بل وأصدر قراراً بحظره ومصادرة ممتلكاته وموارده واعتقال رموزه وقياداته، أليس هو ذات الجيش وقيادته، بالتالي فإن إطلاق الاتهامات وفق الأهواء السياسية والتحالفات أمر معيب وخيار خاسر وغير مبدئي، والثانية أن الجيش يمثل أحد ممسكات الوحدة الوطنية، وهو حامي الدولة، ومهما اختلفت الآراء حول قيادته فإنه الركيزة الأساسية للأمن القومي، ولذلك يدعمه كل وطني غيور على بلاده، فضلاً عن أن القيادات تتغير وتتبدل وتبقى المؤسسة العسكرية برمزيتها وتاريخها ودورها المشهود”.