السر القصاص يكتب .. كسلا .. مخارج ومعارج وبنج
الولاية التى دخلت عهدا جديدا بتولي الجنرال الصادق محمد الازرق لدفة الحكم فيها ، فتحت لنفسها مخارج نحو السلام المجتمع ومعارج نحو التنمية نأمل أن لايعيدها قرار كرتكيلا لغرفة (البنج) ، والازرق في كسلا نجح أيما نجاح ، والنجاح في الوريفة يبدأ من قاعدة السلام الأهلي وتماسك النسيج المجتمعي ثم محور الخدمات وتسيير حياة الناس ومعاشهم في ظل الكرامة وظروفها المعلومة ، فلكل ولاية قدرها وظرفها موضوعاتها .
وعند ذكر كسلا هناك عنوان أبرز وهو نجاح الازرق ، نعم نجح ، وفات الكبار والقدروا عطفاً على تجارب الولاة قبله وتجارب الولاة في محيطه وظروف الولاية نفسها التى لا يعرفها الكثير ،
وهذا النجاح نتيجة لإسناد شعبي وأهلي كبير تقف خلفه شخصية إنسان كسلا بجميع مكوناتها ، صحيح كسلا تعاني في بعض القطاعات وهذا شق أخر يدخل في شح الموارد والعطب الذى ضرب أجهزة الدولة جراء حرب المليشيا والتى القت بظلالها على مشروعات كثيرة ولكن تبقى المبادرة حاضرة في الوريفة .
كسلا التى جاء إليها الجنرال بعد قضايا شائكة تمثلت في المشكل القبلي والمشاركة السياسية والاقتصادية وأزمات اجتماعية بين المكونات إلى أن ولدت مبادرة أبناء البجا بالخدمة العامة لتتحول لاحقاً إلى مبادرة أبناء الشرق وهو تطور يشبه المرحلة والواقع ، وقد حظيت بدعم المجلس السيادي ورئيس المجلس الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.
بهذه المباركة نظمت المبادرة اللقاءات الشعبية والأهلية ورسمت خيوط الحل في الجوانب السياسية والاجتماعية وأخرجت كسلا من غرفة الانعاش إلى عنبر الصحة الموفورة والمشاركة الفعلية في بناء الوطن والوجدان .
غادرت كسلا الانعاش إلى غير رجعة وفتحت أبواب التنمية واستقرت الأوضاع الخدمية بالمحليات رغم ظروف الحرب والنزوح وشح الموارد ، بل ازدادت كسلا في الكيل ففتح المطار وازدهرت التجارة وقطاعات الصحة والتعليم وتغلبت على تمرد القاش واستعادة شيئاً من بريقها .
ليأتي قرار تقليص الوزارات الولائية ، ذلك القرار الذى لايقوم على ساق ويقلص مساحات الحكم اللا مركزي ، هجين الفدرالي والذى ربما سيعيد كسلا إلى الانعاش إذا علمنا أن الوزارات في الولاية تشارك فيها المكونات الاجتماعية بعد المبادرة لتسيير شؤون الحكم فيها ، وعند تقليص الوزارة، فإن ذلك سيكون بمثابة هدم المبادرة الناجحة .
من خلال ما سبق نتوجه إلى السيد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة بإعطاء ولاية كسلا الأولوية في انتهاج صيغة جديدة تلبي طموحات شعبها وتحفظ كيان نسيجها .
وكذلك نشمل بالنداء السيد مساعد القائد العام عضو المجلس السيادي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي المشرف على الولايات بضرورة الجلوس إلى أطراف ولاية كسلا قبل تنفيذ القرار .
الشرق الذى لم يمثل في المجلس السيادي حتى الآن ينبغي أن تكون النظرة له مختلفة والمعالجات كذلك ، من واقع أن حل اللسان افضل من حل السنان .
لا نطالب بإلغاء القرار ولكن ندعو لاعتماد صيغة تحفظ ما تحقق وتبني عليه حتى نستفيد من كل ذلك في تنفيذ القرار وان كنا نراه قرارا باطلاً لا يقوم على سند ولكن بما أنه أصبح واقعا فالافضل البحث في صيغة تشبه كسلا وتراعي ظروفها .
وهنا لابد من دور شعبي واهلي خاصة مبادرة أبناء الشرق ، تقديم أطروحة تعالج ما سيترتب على القرار وتهيئة القواعد لذلك وتوفير دعمها المطلوب باستمرار عجلة التنمية بالولاية .
كسلا تعيش إزدهار وعمار وتحتاج معالجة خاصة وهي رمانة الشرق وعليها تعتمد الدولة اعتماد كبير في عبور مرحلة الكرامة بكل جد واقتدار .
المجهودات التى يبذلها الجنرال الازرق أتت ثمارها على مدى الشهور المنقضية من عمر ولايته وهو يقود الان الجهود الكبيرة لمزيد من الاستقرار والسلام وقد حقق كل المطلوب ويبقي الجهد منقوص وهو شئ طبيعي في ما يبذله البشر ! ،
ولكن ما تم إنجازه بمثابة قلادة شرف على صدر الولاة والأساس فيه هو كسلا شعبا وقيادات مجتمع من مثقفين وناشطين وإدارة أهلية ومؤسسات نظامية .