صلاح الكامل يكتب::: >>> الجزيرة.. المشروع والمحافظ…!! ===
● مشروع الجزيرة ذلكم الصرح الذي قدم للبلاد ما لا يحصر او يعد ولو تكاثرت الاسفار، فلقد أقال عثرتها وأقام أودها، شاد مرافقها وعظم مواردها.
● ظل مشروع الجزيرة منذ التأسيس العمود الفقري لإقتصاد السودان والمعين الرئيس للخزينة العامة وساهم في إعاشة وإعالة وإعانة جل مواطني البلاد بالمباشرة او بغيرها، وشمل ريعه دول الاقليم والجوار وعبر انتاجه البحار الي اوربا وامريكا والعالم باثره.
● كانت بداية المشروع قبل ما يزيد علي القرن من الزمان كمزرعة تجريبية لزراعة القطن وعند نجاح التجربة بدأت المساحة في الازدياد عاماً بعد آخر الي عام ١٩٢٥م حيث افتتح خزان سنار فإزدادت المساحة المروية حتى بلغت حوالي المليون وفي اواخر خمسينات القرن المنصرم واوائل ستيناته اضيفت إليه مليون فدان أخرى عرفت باسم امتداد المناقل، لتصبح المساحة الكلية لمشروع الجزيرة وإمتداد المناقل اليوم (٢،٢) مليون فدان.
● في ظل ظروف قاسية فرضتها الحرب وتدمير ممنهج اعتملته مليشيا آل دقلو المتمردة للبلاد عامة والمشروع الجزيرة خاصة، جاء تكليف المهندس إبراهيم مصطفي علي محافظا لمشروع الجزيرة.
● م.إبراهيم التربال والمزارع وابن ادارة المشروع منذ التخرج من الجامعة حيث عمل مفتشا ثالثا في العام ١٩٨٦م وظل خلال ما يقرب الأربعين عاما ضمن ادارة المشروع مما جعل تكليفه عملا موفقا بلحاظ الخبرة والإنتماء وقد نشرت اشادات بتجربته من لدن القيادة وليس آخرها اشادة والي الجزيرة المكلف الطاهر ابراهيم الخير وكذلك إشادة رجل الإسناد والبر الشيخ عبدالمنعم ابوضريرة وزمرة من رموز المشروع.
● زرع المشروع في عهد هذا المحافظ وفي ظل هذه الحرب في العروة الصيفية (٣٠٠) فدانا ذرة وتم اضافة ما يقرب (٢٠٠) الف فدان فول وقطن وعدسية وخضر وكذا (١٢) الف فدان تقاوي ووفرها للمزارع بأسعار مخفضة، وبجهد خارق وتعاون وثيق مع الجهات ذات الصلة تم توفير الوقود.
● تمت إستجابة توجيهات رئيس مجلس السيادة في تفعيل علائق التعاون الزراعي مع مصر وتركيا وبلوروسيا وقد قطع المحافظ اشواطا في تاسيس مفوضية لمراجعة اصول مشروع الجزيرة حسب التوجيه الرئاسي وكذا تاسيس بنك الجزيرة بعد موافقة البنك المركزي.
● هل تصدق -عزيزي القاري- أن مشروع الجزيرة وفي ظل هذه الظروف الضاغطة قد وقي السودان شر المجاعة وزرع (٦٠٠) الف فدانا قمحا وذرة وفول وصويا وخضروات وكذا اعفي المحافظ المزارع من الرسوم الزراعية في العروة الشتوية.
● في مثل هكذا مشاريع تبقي التجربة اكبر من الاشخاص وفوق المدي الزماني والتقييم الوقتي بيد ان الذي يقدم ينبغي ان يقدم (بكسر دال الاولي وفتح دال الثانية) وبهذي القاعدة فان المحافظة علي مثل هذا المحافظ تندرج في خانة تأكيد الإنجاز وانفاذ التعيير وتقريظ العطاء فقد جاء المهندس إبراهيم مصطفي علي الي (مقعد) المحافظ تسبقه السيرة الذاتية المؤهلة والعزم الاكيد والرؤية الواضحة والمعرفة الدقيقة بأدواء المشروع ودوائها وعلله ومعلولاته وسار لا يعبأ بالاصوات النشاز المغرضة ولا تهمه سطور تعرفون مسير ومصير كاتبها حيث البحث عن (هبة) ولم يكن (الظرف) مواتيا !، ولم اطلع علي انتقاد لهذا المحافظ الا من قبل سطور مهموسة، فهذا المحافظ يسير و لا يلقي ل(الشوا) بالا، فحسبه بذل الجهد واستفراغ الوسع ليقدم الي بلده ومشروعه ومواطنه ما به حقيق.