مقترح بإستحداث وزارة للمجاهدين .. محمد هارون أبوحسين
الحمد لله الذي كرمنا “الشعب السوداني” الذي عاني الشدائد والمحن وكابد جميع انواع القمع المادي والمعنوي علي ايادي متمردي الدعم السريع لبسط طغيانه علي شعب حر ووطن سيد من خلال استعمال القوة المفرطة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب بالاستيلاء علي الممتلكات واستعباد الانسان ومحاولة طمس معالم الهوية السودانية ، ولم يستكينوا السودانيين قط لمتمردي الدعم السريع فسجل الشعب السوداني حافل بالانتفاضات والثورات والنضال الذي خلق نضج سياسي ادي الي وعي وطني عميق فجر في نهاية المطاف ثورة استنفار وتحالف قوي والتفاف حول القوات المسلحة ، وبفضل الله وكرمه لقد أخرجت القوات المسلحة السودانية من رحم المستحيل نصرها ، وغيّر التاريخ مساره ، رغم اختلال التوازن في القوى، فأبهر العالم بمستوى مدرسة القوات المسلحة وكفاءتها والتي ستظل القدوة والمثال الذي سوف يدرس باكاديميات العالم العسكرية مستقبلاً.
لقد سجل التاريخ الحديث تضحيات الجنود الشجعان ، الابطال بالحرس الرئاسي الذين ضحوا بانفسهم لحماية القائد العام للقوات المسلحة ولقوا حتفهم ببسالة ويعتبر ذلك مرجعاً في التضحية والصمود البطولي لثلاثين من كوكبة ضباط وضباط صف وجنود الذين واجهوا جنود الغدر والخيانة من متمردي قوات الدعم السريع الذي حاصرهم من كل الجهات مدججين بالاسلحة الثقيلة في معركة القيادة العامة والتي دارت رحاها في يوم 15 ابريل 2023م ولا ننسي تضحيات كبار الضباط والقادة الذين قضوا نحبهم ونالوا الشهادة ، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ونستشهد باللواء ايوب عبدالقادر ، قائد سلاح المدرعات ورفقاء دربه الشهداء الصادقين ووالي ولاية غرب دارفور الشهيد خميس عبدالله ابكر والشهيد عثمان مكاوي والقائمة تطول بالابطال والمجاهدين نحتسبهم عند الله .
ولا تنسوا الفضل بينكم فساحة القتال تشهد تضحيات جسام تجلت في تلاحم الشعب مع الجيش ليكون عبرة للشعوب الاخرى ضد سياسة القهر التي مارسها متمردي الدعم السريع والتي دفعت بانضمام نخب من الشعب السوداني ساندوا المقاومة الشعبية من شيب وشباب ونساء وعلماء واطباء ومهندسين ومهنيين وعمال مهرة قدموا انفسهم فداءا لوطننا الحبيب ولا يسعنا إلا نعبر إجلالاً واحتراماً لتلك التضحيات العظيمة التي رفضت ان تعيش تحت الظلم والذل والهوان في سبيل الحرية والكرامة وسوف يسجل التاريخ تضحيات وبطولات التي قدمها الرجال والنساء والشباب لتبقي رمزاً لشعب حر ومناضل.
والتحية لكل الشهداء الذين يضحون يوميا بالنفس والنفيس حفاظاَ علي حرمة وسيادة تراب السودان الحبيب وحفاظا علي أمن وسلامة الشعب السوداني وممتلكاته ومن القوات المسلحة والقوات المشتركة والنظامية والمستنفرين والمجاهدين الذين تدافعوا الي جبهات القتال وتحملوا مشاق طريق النصر والحرية والكرامة وضحوا بارواحهم الزكية الطاهرة لوقف الدمار الوحشي الشامل الذي سببه متمردي الدعم السريع الذين صبوا حقدهم علي المدنيين دون تمييز بين كبير وصغير ولا بين رجل أو أمراة .
من الضروري بمكان مساهمة الجميع في الواجب الوطني لاستعادة السيادة الوطنية واجتياز الازمات والظروف الصعبة بتنظيم الصفوف وحشد الطاقات والاهتداء بتجارب الاخرين في النهوض من الازمات ولضمان استقرار السودان وصموده في وجه التآمر والخيانة الداخلية وكل التهديدات الخارجية.
وفي إطار التفاكر والتشاور بين ابناء الوطن الشرفاء بشان إعادة الاعمار والتنمية ، روادتني فكرة انشاء وزارة حديثة وهي وزارة المجاهدين وبما ان وجود دورها في السابق كمنظمة ولديها مشاريعها وبرامجها الا أن بعد الحرب يأتي المقترح بتبني الدولة لمشروع تمجيد قيم الشهادة والتضحية والفداء في المجتمع بهدف مساعدة المحتاجين من اسر الشهداء ، المجاهدين المعاقين ، الارامل ، ابناء الشهداء القصر، البنات غير المتزوجات الماكثات في البيت بدون عمل ، المفقودين ، الضحايا من المدنيين الذين توفوا او اصيبوا خلال الحرب ، بتخصيص اعانة مالية من الدولة براتب شهري ومخصصات في العلاج والتعليم والكساء وامتيازات في الحصول علي السكن اللائق . حيث لم تقتصر تعاليم الاسلام الاجتماعية علي تأمين التكافل المادي للايتام فحسب ، بل هنالك فضل علي كفالته حيث انه من الاخلاق التي حث عليها الرسول الكريم ووعد كافل اليتيم بالصحبة والجوار في الجنة ، صدقة تُعطي وتضاعف في الرزق والمال. وكلي ثقة بان يجد المقترح تبنيه من قيادة الدولة بإستحداث الوزارة الجديدة لتقوم بدور ريادي لضمان صيانة حقوق المجاهدين وانشاء مشاريع واستثمارات لاستجلاب موارد وعائدات تحقق الاكتفاء الذاتي للمشروع لضمان استمرارها.
وفي الختام الله نسأل الرحمة والقبول علي ارواح شهدائنا الامجاد ، سائلين الله العلي العظيم ان يجعلهم في عليين في جنته الخالدة وتحية التقدير والاكبار لافراد القوات المسلحة وافراد قوات الامن والشرطة والمجاهدين والمستنفرين رجال الواجب الوطني الذين ما زالوا يجودون بارواحهم من اجل محاربة بقايا متمردي الدعم السريع المقيت الاثم حتي القضاء عليه نهائيا بعون الله والمجد والخلود لشهدائنا الابرار (وما النصر إلا من عند الله) صدق الله العظيم.
——————————————————————————-
بقلم/ محمد هارون أبوحسين – ملحق إداري بوزارة الخارجية