الكباشي ما بين الحق والمطرقة والسندان
رصد الجمهورية نيوز:
بسم الله الرحمن الرحيم
الكباشي ما بين الحق والمطرقة والسندان
يقول الله سبحانه وتعالي في سورة الحجرات “يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” صدق الله العظيم، وبالأحرى ما أكثر الفسقة في زماننا هذا، ولعل فاسق هذا الزمان هو السوشيال ميديا، وبالطبع التعبير هنا مجازي، وهو يعني كل من جلس خلف لوحة مفاتيح “Key board” ديسكتوب، لابتوب أو هاتف جوال، تأتيه الفرية طائرة في الأسافير، فيعيد إرسالها دون تثبُّت، وهو لا يأبه بمدى ما تحدثه من ضرر وخراب يمكن أن يطاله هو نفسه يوماً ما.
والمتابع لما يكتب عن الفريق أول ركن شمس الدين كباشي فى مواقع التواصل الإجتماعي فى ظل ثورة الشعارات المرفوعة، الحرية والسلام والعدالة نجده يدور ما بين الحق والمطرقة والسندان …
عند حادثة فض الأعتصام كان الفريق كباشي يشغل الناطق الرسمي، أي لسان حال المجلس العسكري وكما أنه كان يرأس اللجنة السياسية التى تعنى بالشؤون السياسية ولا علاقة لها بأي عمل عسكرى والذى يقع من ضمن مهام لجنة الأمن والدفاع.
الأستهدافات لشخص الكباشي مثيرة ومدروسة وممنهجة ونذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر الآتي :
أولاً:نعته بالكذب والسخرية منه حدس ما حدس بدلاً عن حدث ما حدث وتكرار التعدي على منزله الخاص الذى بدأ البنيان فيه منذ ان كان برتبة المقدم كسائر ضباط القوات المسلحة وموظفي الدولة بالتكسير والتهشيم فى تعدي صارخ لاملاك شخصية. ألم يطلعوا على قول الله تعالى”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ..
ثانياً : ظلم والدته الكريمة الأم الرؤوم بأبشع الألفاظ التي يستحي من ذكرها العدو العاقل ذوراً وبهتاناً ولا تزر وازرة وذر أخرى. ومن لم يراعي حرمة الأم لا حرمة له.
ثالثاً : تعيره بلون بشرته فى نهج غريب للإستهداف فى دولة المواطنة بلا تمييز فهل يعني ذلك إستهداف شخصه أم إستهداف جميع ذوي البشرة السمراء من داخل وخارج السودان مما يعد إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان الواردة فى المواثيق المحلية والإقليمية والدولية والله تعالى قد قال في ذلك كلاماً بيناً “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ” فالجبال جزء من الأرض التي خُلق منها آدم عليه السلام “ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين” وعليه فقد حملت هذه السلالة جينات هذه الألوان، التي تعود إلى أمنا الأرض، فعلى الكل أن يفخر ويعتز بما حمله من جينات آدم عليه السلام، ولعله من المفيد هنا أن نستشهد بقول عنترة بن شداد ، أشهر الذين افتخروا بسواد بشرتهم:
لَئِن أَكُ أَسوَداً فَالمِسكُ لَوني … وما لِسَوادِ جِلدي مِن دَواءِ
وَلَكِن تَبعُدُ الفَحشاءُ عَنّي … كَبُعدِ الأَرضِ عَن جَوِّ السَماءِ
رابعاً: تلفيق بكذب إمتلاكه لعقارات قام بشراؤها بملايين الدولارات ودائماً المصدر لهذه المعلومات مجهول الهوية فيا عجبي من هذا؟
خامساً :كما نلاحظ بأنه مرصود ومستقصد بإستمرار وبسفور وعنجهية دون زملائه الآخرين بالمجلس العسكري اليس ذلك مدعاة للدهشة والشك والريبة عن قصد هؤلاء المستهدفين الخاوي الوفاض .
ثالثة الأثافي ما يحدث فى الوقت الحالي من تداعيات لجنة تحقيق فض الإعتصام عندما سئل الكباشي من مذيعة قناة النيل الأزرق عن من فض الأعتصام فالرجل ملم بالمفهوم السياسي والقانوني ويعلم بأن أي إجراء قانوني فى مرحلة التحري والتحقيق لا يجوز تناوله أعلامياً لأنه قد يضر بسير التحقيق لذلك قال لها أسألي المسؤول عن هذا التحقيق لأنه هو الشخص المناسب للرد على هذا السؤال كما أفاد وهو صادق فى قوله بأنه لم يطلب منه المثول بالإدلاء بشهادته أمام اللجنة حتى الآن ، وتفاجئنا ببيانات غريبة وجانبها الصواب وذلك بأن الكباشي يعلم طلب اللجنة لمثوله ووضح بعد ذلك بأنه هذا البيان غير صحيح وأستمر سيل المعلومات الغير صحيحة المنشورة هذه الأيام بأنه إعتذر عن المثول أمام اللجنة فنتفاجأ جميعاً مرة أخرى بانه لم يعتذر ولكن اللجنة لظروف خاصة بها اعادت جدولة مثول أعضاء المجلس العسكري أمامها للإدلاء بشهادتهم. ألم تقل الآية الكريمة “فتبينوأ”
أليس كل ماذكر يمثل إستهداف واضح وصريح لكل صاحب بصيرة وعقل مميز ومنطقي بإستخدام معيار الشخص العادي كما يقول فقهاء القانون.
يلاحظ على جميع الإستهدافات المذكوره الكذب الفاضح مع الجهل بمصدرها رغم وضوح التخطيط المسبق لها بعناية فائقة وأن كانت في مجملها بعيدة كل البعد عن العمل السياسي المشروع الذي يقارع بالفكر والحجة والسياسة والأدلة والبراهين والوجدان السليم .
كل هذه إلاكاذيب تطبخ فى مطابخ معلوم من يقف خلفها لحرق هذا الرمز السوداني سياسياً ولكنه ظل كالنسر يحلق فى الثريا تاركاً مستهدفيه كبغاث الطير يلتقطون الفتات من الثرى وهو ينظر إليهم بشفقة وذخيرته فى ذلك وضوح مقصده الوطني مع ثقة مطلقة بنفسه ليس عن كبرياء بل عن خبرات تراكمية أهلته لذلك. وكما يقول الدكتور عصام البوشي.
النسرُ يعلو وحده متنسماً أعلى القِممْ
متفرداً عن سِربه وتلوذ بالسِربِ الرخمْ
الآن حصص الحق ووضح بأن طابع هذا الإستهداف عنصري بغيض أساسه عدم قبول الآخر وبذلك يكون مخالف لأهم مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة التي تدعو إلى نبذ العنصرية والجهوية والشتات وقبول الآخر.
كباشي هذا القائد العسكري المجتمعي المحنك مثل الذهب المجمر كلما حمى بالنار إزداد بريقاً وتألقاً ولمعاناً وذلك ما شهد به الأعداء قبل الأصدقاء وجعله هذا الإستهداف يتبوأ أعلى مراتب الإحترام فى الدولة السودانية ومن خارجها ونتوقع أن يكنى قريباً برجل السودان القوي لمواقفه الواضحة من الموقف الماثل (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
كباشي تحكي بطاقته الشخصية بأنه سوداني الجنسية متميز بين أقرانه وتدرج فى عمله العسكري ما بين التدريب والإدارة والعمليات ووجوده من ضمن أعضاء المجلس العسكري حسب التراتبية العسكرية حق مستحق لا بجهوية ولا محاصصة ولا إثنية ولا مجاملة وقد تجول فى ربوع السودان الحبيب في أوقات السلم وعند النزاعاتً .
كباشي تحكي بطاقته الخاصة بأنه من سلالة الملوك النوبيين وأصوله سودانية منذ اسلاف اسلافه وتشرب العظمة والشموخ من عنفوان التربية العسكرية الوطنية ومنطقة جبال النوبة تلك الأوتاد الراسخة رسوخ قدم تاريخ السودان التليد .
نلخص ذلك كله بأن مستهدفي كباشي الذين يسعون لوضعه بين المطرقة والسندان.
أما أنهم عنصريون بإمتياز لا يرغبون أن يشاركهم الهامش فى حكم السودان بصورة حقيقية ليس كمبارس كما كان فى السابق طيلة الحقب الزمنية خلال فترات الحكومات المتعاقبة على السودان منذ الإستقلال لأنهم تعودوا على حكمه وحدهم.
أو أنهم يرون فيه رجل الدولة الحقاني الإستراتيجي الذي كشف عمالتهم الأجنبية الهادفة إلى تمزيق أوصال وحدة السودان ورهن مصيره بالمصالح والتدخلات الأجنبية منذ البداية .
أو ان الكباشي حامي حمى عرين القوات المسلحة الذين يريدون هيكلتها وتفتيتها وإضعافها ليسهل الإنقضاض عليها لأننا نجده فى كل المحافل يدعو إلى بسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون .
إن كان لمستهدفيه غرض آخر خلاف ما ذكرناه فليسعفونا بما يدور فى أذهانهم الخاوية الخربة ونذكرهم بالمثل الشعبي (الكلب ينبح والجمل ماشي) وقول الأمام الشافعي رحمه الله (تتبع سهام العدو تعرف أهل الحق).
فى الختام هذا الإستهداف غير المبرر للفريق أول ركن الكباشي الحقاني نعتبرها دعوة صريحة وتنبيه ليتحد الوطنيون الحقيقيون فيا هؤلاء واولئك الفتنة نائمة فلا توقظوها وملعون من يوقظها وأن عدتم عدنا وإلى اللقاء فى حديث آخر .