انتصار تقلاوي تكتب سودان مابعد الحرب من منظور الجمارك

اليوم العالمي للجمارك والذي يصادف الـ26 من يناير من كل عام كذكري سنوية درجت الجمارك ان تحتفل بها لتاسيس منظمة الجمارك العالمية. ويجئ احتفال العام الحالي حاملا لمضامين متعددة خاصة وان منظمة الجمارك العالمية تتخذ في كل عام شعارا سنويا لهذه المناسبة حتي يكون مقصدا لتحقيق اهداف متعددة ومكتملة في جوانبها بقصد ترقية وتطوير العمل الجمركي.

 

ويجئ شعار العام الحالي ( الجمارك تحقق التزامها بالكفاءة والامن والازدهار) والذي لايخلو من التحديات خاصة وان البلاد شهدت استهدافا ممنهجا من قبل المليشيا المتمردة وحربا منذ منتصف ابريل من العام 2023 طالت البنيات التحتية ومختلف المؤسسات الاقتصادية والخدمية وغيرها بمافيها النقاط الجمركية .فالشعار المرفوع والذي تضمن جوانب الكفاءة المقصودة سواء علي مستوي الكادر المؤهل المدرب وكل مايضمن تقديم الخدمة بصورة اكثر تقدما خاصة عبر التكنلوجيا وتبسيط وسرعة الاجراءات التي تشجع علي التجارة والانفتاح نحو الاستثمار الداخلي ومن الخارج

 

ويمكن لهذه الخطوة ان تعكس للجميع الوضعية التي تتمتع بها الجمارك السوداني في ان تقدم خدماتها بصورة ترقي الي مستويات الخدمات في دول اخري متقدمة. ولتحقيق الدور الجمركي لابد من تحقيق جوانب الحماية الامنية الذي يتمثل في دور الجمارك في الحماية والتصدي لكافة المهددات الامنية والاقتصادية والاجتماعية التي تتمثل في التهريب المخدرات السلاح وجوانب اخري تتعلق بالملكية الفكرية.وتاتي خطوة الازدهار كمحور ثالث ضمن شعار الاحتفال والذي يرمي الي النمو الاقتصادي من خلال تهيئة كافة جوانبه بمافيها العلاقة مع المجتمع وترسيخ الثقة في الجمارك.

 

 

شعار الاحتفال جاء ملامسا لواقع الجمارك سواء ماتم من جهد كبير خلال الفترة منذ بداية الحرب والتي مثلت تحديا حقيقيا للجمارك في ضرورة خلق التوازن المهني والوظيفي والوطني جميعها في ان واحد رغم التعقيدات الكبيرة والفترة العصيبة الا ان الجمارك سرعان مانهضت بكينونتها باعتبارها ركيزة اساسية من ركائز مؤسسات الدولة التي تعني حتي بحماية الامن القومي من خلال التصدي لكل المهددات بمافيها السلوكيات التي ارتبطت بالحرب مباشرة من خلال تهريب السلاح والعتاد والدعم اللوجستي للمليشيا المتمردة. وكان حريا بالجمارك ان تتفهم الواقع ومتطلباته سواء علي مستوي الاهتمام بالافراد والكادر العامل وضرورة مواكبة التكنلوجيا التي تضمن تجويد الاداء وتحقيق الحماية الاستباقية والتصدي لكل المهددات خاصة النقاط الجمركية والمعابر الحدودية ، وكان لتفهم قيادة الدولة لوضعية الجمارك وضرورة استنهاض دورها ان عملت علي توفير الكثير من معينات العمل والمساعدة في وضع الخطط وفق دراسات منطقية ومتابعات لماتم الاتفاق عليه حتي تدخل الجمارك العام 2025 برؤية واضحة ومحددة المعالم حتي في جداولها الزمنية المطلوبة التنفيذ لمختلف الاعمال ومثال لذلك استعادة الانظمة الالكترونية لعمل الجمارك واسترداد البيانات اليكترونيا. وهذا الواقع يؤكد في حد ذاته حسن المنهجية التراتيبية في العمل الادارئ والبعد الثاقب والنظرة المستقبلية بمافيها سودان مابعد الحرب من خلال منظور الجمارك.

 

الجوانب التي يمكن التطرق لها فيما يخص شعار الاحتفال تتعدد مفاهيمها وجوانبها ولن يظل دور الجمارك شاهدا علي ماتم انجازه عملا وظيفيا دورا مجتمعيا واهتماما وطنيا.. يمضي المسير.

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا