أحمد آدم بخيت: نموذج الوزير في السودان الجديد
بقلم : محمد ابراهيم ازرق

أحمد آدم بخيت: نموذج الوزير في السودان الجديد
بقلم. محمد ابراهيم ازرق.
المحامي
رغم أنني لا أنتمي إلى حركة العدل والمساواة، وليس لي ارتباط تنظيمي أو سياسي مباشر بقياداتها، إلا أنني أرى لزامًا على كل منصف أن يُقر بالحقيقة حين يراها، وأن يشهد بالحق ولو على نفسه أو أقرب الناس إليه.
فمن موقع المسؤولية الوطنية، ومن قلب دارفور، وبصفتي أحد أبناء الإقليم، وفاعل ومحلل في الساحة السياسية، أقولها بوضوح: لا وجه للمقارنة بين أحمد آدم بخيت ومعتصم المرشح الجديد.
أولاً: في التكوين العلمي والمهني
أحمد آدم بخيت ليس مجرد سياسي، بل رجل دولة بحق، تخرج من الجامعات المصرية، ثم نال دراسات عليا من معهد دراسات التنمية بجامعة الخرطوم، وهو ما يبرهن على عمق معرفته بقضايا التنمية والعدالة الاجتماعية، وعلى دراية علمية تؤهله لقيادة ملف حساس كملف وزارة التنمية الاجتماعية، التي لا تُدار بالشعارات بل بالخبرة والرحمة والعقل المدبر.
أما معتصم، فلا تاريخ يُذكر له في هذا المجال، ولا رصيد معرفي أو اجتماعي يضعه في مصاف من يسند إليهم هذا النوع من المهام.
ثانيًا: في التجربة والنضال
أحمد بخيت أحد المؤسسين الأوائل لحركة العدل والمساواة، العشرة الذين خطوا مع بدايات الثورة المسلحة درب المقاومة والعدالة، دون تملق أو طموح شخصي، وواصل مسيرته حتى لحظة توقيع اتفاقية السلام ليصبح نموذجًا للثائر الذي يحول البندقية إلى مشروع دولة.
“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ”
[التوبة: 105]
وهكذا كان أحمد بخيت، رجل العمل لا الادعاء.
ثالثًا: في الأخلاق والسلوك
من عرف أحمد آدم بخيت، عرف رجلاً مهذبًا، متزنًا، قليل الكلام، كثير العمل. لا يعرف طريقًا للرشوة ولا المحسوبية، خبير في التعامل مع الناس بمختلف انتماءاتهم دون تمييز أو تكبر، وهذا نادر في زماننا.
قال رسول الله ﷺ:
“إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”
[رواه أحمد]
ومن أقوال الحكماء:
> “الرجل القوي ليس من يغلب الناس، بل من يغلب نفسه عند المنصب والسلطة.”
رابعًا: في القبول الشعبي والسياسي
أحمد بخيت يحظى بقبول واسع داخل وخارج دارفور، ويُحسب من الشخصيات التي استطاعت بناء علاقات دولية دون التنازل عن المبادئ أو استغلال المنصب، وقد ظهر ذلك في أدائه الوزاري، حيث لم يُسجّل عليه فشل أو فضيحة أو تجاوز.
أما معتصم، فمجرد محاولة لتقديمه كبديل، هي محاولة عبثية من بعض الدوائر التي تُراهن على ضعف الذاكرة الشعبية.
إن السودان الجديد لن يُبنى بالأسماء ولا بالجهويات، بل بالرجال الذين أثبتوا جدارتهم في الميدان، وكانت لهم أيدٍ بيضاء في مؤسسات الدولة والمجتمع.
قال تعالى:
“إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ”
[القصص: 26]
وإن كان من وصف يليق بأحمد آدم بخيت، فهو هذا الوصف القرآني البليغ: قوي في فكره، أمين في عمله، ثائر في نضاله، وعادل في ولايته.
هل تود أن أُعد نسخة أخرى بصيغة أكاديمية أو تُضاف إليها إشارات لمواقف عملية قام بها أحمد بخيت أثناء فترة وزارته؟
الاستاذ /محمد ازرق المحامي. واحة العطرون. الصحراء. السودان

