العقيد بابكر النور.. حينما يسّطع نور الإنسانية
صديق رمضان

راقت لي جملة وصفية في منتهي الجمال خطها يراع صاحب المفردات الأنيقة الزميل “ابوبكر حامد سيدنا” وهو يسرد أجواء العمل في صالة المعاملات برئاسة شرطة مرور ولاية كسلا، حينما لخّص ما وقف عليه وكتب:” ان كل ضابط وضابط صف تتجسّد فيه شخصية العقيد بابكر النور” .
ماذهب ناحيته الزميل أبوبكر مثلما هو توصيف دقيق وأنيق فإنه ينطوي علي عُمق واضح يحمل دلالات وحقائق توكد اننا أمام مدرسة رائدة مديرها بابكر النور وروادها ضباط وضباط صف وجنود اختاروا ذات نهجه في التعامل الإنساني، والتعاطي المهني الذي يمزج بين القانون وروحه لترسيخ مبدأ السلامة بمعناها الشامل.
دعونا هنا نجرده من لقبه الوظيفي ونورد إسمه فقط.. لأن في هذا اريحية مثل التي يتعامل بها مع الجميع، وفيها نوع من الألفة التي هي مسلكه فكان أن اوجدت له مكانة في القلوب، وحينما نكتب بابكر النور بدون صفته المهنية فإن في هذا بساطة كتلك التي تميزه،وفيها بشاشة وروح إخاء وسوداناوية وهي صفات يمتاز بها.
بابكر النور عند أهل كسلا أكبر من كونه ضابط شرطة وحسب، فهو تتجسد فيه حرفيا أخلاق هذه المدينة الودودة، المبتسمة، المضيافة، ولأنه نهل من نبع مجتمعها انسربت داخله قيمها وانعكست علي سلوكه الراقي، فعندنا تراه كأنك تشاهد كسلا وأنت تجلس علي جبال توتيل.
العمل الشرطي عنده رسالة، أمانة، ضريبة، يؤديه بتجرد وإخلاص حتي بات امتداد لعمالقة خلّدوا ذكراهم في هذا المجال الذي برعوا فيه لأنهم اتصفوا في المقام الأول بالإنسانية التي جعلت منهم رجال قانون يحترم الناس القانون بسبب سلوكهم السامي وتعاملهم الراقي.
بابكر النور دائماً يذكّرني بضابط كان مدير قسم شرطة الجنيد يُدعي “مدني” ، وكما أشرت من قبل فقد كان نموذجا مثاليا في كيفية قيادة المجتمع ناحية إحترام القانون، ومنهجه المنعي للجريمة جعل منطقتنا آمنه ومطمئنه.. وبسلوكه، ابتسامته، مشاركته، واحترامه جعل من المجتمع أكبر تحالف لبسط الأمن الذي كان مسؤولية الجميع، ورغم مضي أكثر من ثلاث عقود علي نقله وربما يكون قد تقاعد إلا أن اسمه مايزال يتردد باحترام ووفاء.
و بابكر النور من ذات المدرسة الشرطية الإنسانية التي تقود المواطن باريحية ومسؤولية لأن يكون جزء من العملية الأمنية والسلامة المرورية، ومن يفعل ذلك فإنه قائد حقيقي وبابكر النور أثبت براعة في القيادة.
لن نتحدث عنه علي الصعيد المهني لأن انجازاته تتحدث عنه، وهذا الأسبوع يضف إنجاز جديد الي رصيده بإدخال خدمة أجهزة اللا سلكي، نتحدث كما أشرت عن بابكر النور إبن كسلا الأصيل الذي لاتجد غير ان تحترمه، لأنه من أولئك الذين ما إن يُذكر إسم أحدهم إلا وجاءات مفردة “ياسلااااام” مرادفه له تعبيرا عن الإعجاب والامتنان، والقبول نعمة يعطيها الله لمن يشاء.
لذا في مركز “آكلموي ميديا” قررنا تكريمه في الأيام القادمة لنقل له شكرا أيها الضابط العظيم والرجل الذي تفض دواخله انسانية علي ماتقدمه لبلدك وولايتك،نكرّمه وهو في قمة العطاء ليمضي علي ذات الطريق في قادميات الأيام ليصب النجاح الذي يأمله وننشده.

