السفير حيدوب سفير السودان في طوكيو .. سفيرٌ من نورٍ
بقلم : نور سنهوري -اليابان

عرفانٌ وامتنانٌ… في رحاب سفارة الوطن
في مشهدٍ من مشاهد الدبلوماسية الراقية، حيث تُنسج العلاقات بين الأمم بخيوط الحكمة والحنكة، بزغ نجم السفير حيدوب في سماء اليابان، ممثلًا لوطنه السودان، حاملاً همّه الكبير ووجهه المضيء، في فترةٍ قصيرةٍ لكنها كانت شاهدة على حضور كثيف الأثر وعطاء وارف الظلال.
لم يكن السفير حيدوب مجرد دبلوماسي يؤدي واجبًا تقليديًا؛ بل كان صوت السودان العميق، وصورة السودان الجميلة، وظلّ نخيله الوارف في أرض الشمس المشرقة. جاء إلى طوكيو متوشحًا بهدوء العلماء وذكاء الحكماء، فكان حديثه يفيض وقارًا، وابتسامته تسبق خطاه إلى القلوب.
في زمن وجيز، استطاع أن يُعيد لسفارة السودان في اليابان هويتها الباذخة ورسالتها العريقة، حيث لم تقتصر أدواره على تعزيز العلاقات الثنائية، بل امتدت لتشمل العمل الثقافي والتواصلي والإنساني، جاعلًا من السفارة منارة تجمع السودانيين وتصل الماضي بالحاضر.
وقد شهدت العاصمة اليابانية، من خلاله، ملامح دبلوماسية جديدة: دبلوماسية الروح، دبلوماسية الحكمة، دبلوماسية القرب من الناس. فقد كان السفير قريبًا من أبناء الجالية، حريصًا على قضاياهم، منصتًا لهم، ممثلًا لوطنه بكل ما تعنيه الكلمة من عمق ومسؤولية.
نهار السبت، 2 أغسطس 2025، كان موعدي في السفارة السودانية باليابان لتجديد جواز السفرلشخصي واطفالي ، ذهبت ومعي أوراقي وشي من توجس وخوف مما نسمع في بعض السفارات ، لكنني خرجت ومعي ما هو أثمن: تجربة لن تُنسى، وشعورٌ غامر بأن السودان ما زال حيًا في النفوس مهما ابتعدت بنا الديار.
يصعب على الحروف أن تفي المشهد حقّه، لكني سأكتب، لعل الكلمات تقترب من روعة ما عشته في يومٍ سودانيٍّ خالص داخل أسوار السفارة، فما إن وطئت قدماي المكان، حتى شعرت أنني عدت إلى السودان… ليس مجازًا، بل حقيقة شعورية نابضة؛ كل شيء يوحي بذلك: الوجوه الباشّة، النظافة، التهيئة، القهوة، الضيافة، الطمأنينة، والدفء الإنساني العذب. كأنني ضيفة في دار أهل، أو “مقيلة” في بيت فرح سوداني أصيل.
الإجراءات طالت قليلًا بفعل ضعف الشبكة القادمة من السودان، لكن الغريب أنني لم أشعر بالانتظار، إذ ملأت الأجواء أنفاس الكرم السوداني وتفاصيل الراحة التي أحسن إعدادها طاقم السفارة… شعرت أني بين حنايا امدرمان ونخيل الشمال ورزار مطر بارا وامسيات مدني الحنينة وطيبة وجمال اهلي في دارفور وهوشة وكرم دار جعل ونسايم عطبرة وحكايات حلفا .
وما زاد الموقف وقارًا، هو حضور السفير الدكتور حيدوب، الذي ترجل من مكتبه غير مرة، ليعتذر شخصيًا للحضور، ويشرح بكل ودٍ وتواضع ملابسات التأخير، ثم يطمئن الجميع بحديثه الهادئ ووجهه البشوش.
ولعل من أجمل المواقف وأكثرها إنسانية وروعةً، أن السفير لم يكتفِ بمجرد تقديم الاعتذار، بل تجاوز ذلك إلى فتح باب منزل السفير الخاص أمام من تعذّرت معاملاتهم نتيجة ضعف الشبكة، ودعاهم بكل تواضع وكرم إلى قضاء الليلة ضيوفًا في بيته، حرصًا منه على راحتهم، وتقديرًا للمسافات التي قطعوها من مختلف المدن اليابانية.
إنه تعامل دبلوماسي رفيع، وإنساني نبيل، لا ينبع إلا من قلبٍ كبير يحمل الوطن في أدق نبضاته.
وفي هذا السياق، لا يسعني إلا أن أخص بالشكر والعرفان الشرطة السودانية ممثلة في فريق الجوازات الموفد من السودان، الذين تكبّدوا مشاق السفر وجاؤوا بكل تواضع وهمة، من أجل تسهيل الإجراءات على أبناء السودان المقيمين باليابان ، كانوا لطفاء في التعامل، ودودين في الحديث، محترمين في كل خطوة، وسلسين في الأداء… لقد حملوا معهم روح الوطن ودفء الخدمة، وجعلوا من المعاملة الإدارية لحظة إنسانية خالصة ، جهودهم مشهودة ومقدّرة، وقلوبنا تفيض امتنانًا لهم.
أما طاقم السفارة، فـ أنموذج في الرقي والاحتراف لم أرَ منهم إلا البشاشة والتفاني:السيد سمؤل الدينمو الذي لايهدأ ، و السيد أزهري ، والسيد ياسر وكل الطاقم فردا فردا ، لكم مني خالص الشكر وعميق التقدير، فقد كنتم سفراء للروح السودانية الأصيلة، لا تقلّون إشراقًا عن سعادة السفير نفسه.
ما حدث في هذا اليوم يجعلنا نرفع القبعات احترامًا، وننحني تواضعًا أمام هذه البعثة المتميزة التي لا تؤدي فقط واجبًا إداريًا، بل تقدم درسًا يوميًا في الانتماء والاحتراف والتواضع الراقي.
إنه السودان الذي نحب، في أجمل تجلياته… فليكن ما فعله السفير حيدوب خلال تلك الفترة الوجيزة أنموذجًا يُحتذى، ودليلًا على أن من يحمل همّ وطنه بإخلاص، وإن قصر الزمان، يُخلّد فعله في سجل الأوفياء.
شكرا السفير حيدوب واركان سلمه المحترمين ولوزارة الخارجية التي اختارت فكان نعم الاختيار
شكرا للجالية السودانية المحترمة في اليابان ففيهم مودة وريحة اهل السودان
شكرا ابناء وطني في الجوازات والشرطة السودانية خدمة بكل تفان رغم كل التحديات
وحتما نعود للروضة الغنا عما قريب وننعم بالسودان مشرقاً ومتطوراً وكله امن وامان من اقصاه الي اقصاه.

