صراع نفوذ إقليمي.. ما هي تداعيات زيارة مدير المخابرات الإثيوبي إلى السودان؟
متابعة - الجمهورية نيوز

صراع نفوذ إقليمي.. ما هي تداعيات زيارة مدير المخابرات الإثيوبي إلى السودان؟
متابعة – الجمهورية نيوز- كشفت مصادر مطلعة عن زيارة مفاجئة لمدير جهاز المخابرات الإثيوبي رضوان حسين إلى مدينة بورتسودان، التقى خلالها برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ومدير المخابرات العامة، حاملاً رسالة احتجاج رسمية من حكومة أديس أبابا.
ووفقًا لموقع “ذاريبورترز” الإثيوبي، عبّر رضوان عن غضب واستياء إثيوبيا من ما وصفه بـ”تحركات مقلقة” للجيش السوداني، تتعلق بتقديم دعم لوجستي وتدريب وتسليح لمقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي، مقابل السماح بانتشارهم في مناطق شرق السودان المحاذية للحدود الإثيوبية. كما حذّر من أن التنسيق العسكري بين السودان وإريتريا وإشراك قوات التيغراي في الصراع الداخلي السوداني يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الإثيوبي.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل مخاوف متزايدة من تحرك مقاتلي التيغراي نحو الأراضي الإثيوبية، بعد إعادة تجميعهم وتسليحهم داخل السودان. كما ناقش الاجتماع سياسة تجنيس التيغراي التي تنتهجها حكومة بورتسودان، وهو ما تعتبره أديس أبابا محاولة لترسيخ وجودهم العسكري والسياسي على حدودها.
ويرى محللون أن هذا التصعيد يعكس صراع نفوذ إقليمي بغطاء محلي، حيث تتحرك حكومة بورتسودان ضمن تحالفات عسكرية محفوفة بالمخاطر، بينما تدير إثيوبيا الملف من موقع قوة داخل مجلس السلم والأمن الإفريقي، الذي يعتقد أنها لعبت فيه دورًا في إجهاض محاولة رفع تعليق عضوية السودان بالاتحاد الإفريقي.
وتعود جذور التوتر إلى ملف منطقة الفشقة الحدودية، التي شهدت مواجهات سابقة، وسط اتهامات متكررة من أديس أبابا للجيش السوداني بدعم متمردي التيغراي. وتشير تقارير إلى أن مجلس السيادة بقيادة البرهان منح الجنسية السودانية لعدد من مقاتلي الجبهة، ونشرهم في جبهات القتال بـالخرطوم ودارفور وكردفان، في خطوة اعتبرتها إثيوبيا تهديدًا استراتيجيًا لأمنها.

