مأزق إنساني معقد..اللاجئون السودانيون في ليبيا يبحثون عن حل

مأزق إنساني معقد..اللاجئون السودانيون في ليبيا يبحثون عن حل

متابعة – الجمهورية نيوز- تشهد أوضاع اللاجئين السودانيين في ليبيا توتراً متصاعداً عقب حملات اعتقال واسعة نفذها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في عدد من المدن الليبية، شملت بنغازي ودرنة والمرج وطبرق وإجدابيا والبريقة، إضافة إلى جالو والجفرة وسرت.

وبحسب شهادات متطابقة، فإن الاعتقالات طالت مئات السودانيين بدعوى عدم امتلاكهم إقامات سارية أو ختم دخول رسمي، فيما أكد بعض الموقوفين وأسرهم امتلاكهم وثائق قانونية صادرة عن السلطات الليبية، إلا أنها لم تشفع لهم من الاحتجاز.

ووثقت عائلات سودانية حالات اعتقال لشبان يحملون بطاقات الحصر الأمني وشهادات صحية رسمية، بينما أفاد آخرون بأن السلطات لم تعد تعترف بالبطاقات السابقة التي كانت تستخرج من معبر الكفرة الحدودي. الأمر الذي فاقم من هشاشة وضع اللاجئين وجعلهم عرضة للترحيل القسري.

مصادر من الجالية السودانية في ليبيا كشفت عن احتجاز المئات في سجن قنفودة بمدينة بنغازي إلى جانب سجون في إجدابيا والكفرة، في ظل أوضاع إنسانية صعبة وغياب إمكانية التواصل مع ذويهم. وأشارت إلى أن بعض المعتقلين يواجهون فترات احتجاز تتجاوز ثلاثة أشهر قبل البت في أمر ترحيلهم.

وفي خضم هذه التطورات، أعلنت القنصلية السودانية في بنغازي عن بدء تسجيل السودانيين الراغبين في العودة الطوعية إلى بلادهم، عبر رابط إلكتروني ومكاتب الجاليات السودانية، وحددت تاريخ 25 سبتمبر المقبل موعداً نهائياً لإغلاق باب التسجيل.

ويرى مراقبون أن استمرار هذه الحملات الأمنية يضع اللاجئين السودانيين أمام خيارين أحلاهما مر: البقاء في حالة خوف دائم من الاعتقال أو العودة إلى السودان في ظل ظروف أمنية واقتصادية صعبة. وهو ما يعكس مأزقاً إنسانياً معقداً يتطلب تدخلات عاجلة لحماية حقوق اللاجئين وضمان سلامتهم.