رشان أوشي تتحدث عن جرم ارتكبه مالك عقار
بقلم: رشان أوشي – صحفية سودانية :مالك عقار… جُرمه أنه لم يخن
متابعة – الجمهورية نيوز- في مشهد سياسي مضطرب تكثر فيه المزايدات، وتضيع فيه الحدود بين المواقف الوطنية والمصالح الشخصية، يبرز النائب مالك عقار كشخصية مثيرة للجدل، لا بسبب أفعاله السلبية، بل — paradoxically — بسبب وفائه والتزامه.
كل “الجرم” الذي ارتكبه مالك عقار، أنه ظل وفيًّا للعهود التي قطعها في اتفاق جوبا للسلام. لم ينكث العهد، لم يساوم، بل نفّذ بند الترتيبات الأمنية وسلّم قواته طواعية، ودمجها في القوات المسلحة السودانية، في وقت اختار فيه آخرون أن يبتزوا الدولة بتلويح السلاح.
جرمه الحقيقي — إن جاز التعبير — أنه لم يتورط في صفقات الغرف المغلقة، لم يناور، لم يهادن، لم يظهر في الإعلام بشراسة بعد لقاءات سرّية. لم يلعب على الحبال، لم يتقن فن “البيضة والحجر” الذي صار سلاح المرحلة.
هو رجل وقور، هادئ، مهذب، يرفض الانتهازية وازدواجية الخطاب. لكنه يُعاقب على ذلك. يُحاصَر من أطراف متعددة، يُشوَّه إعلاميًا، وتُوجَّه إليه سهام النقد والتقليل من دوره، لا لشيء، سوى لأنه لم يخن.
المفارقة المؤلمة أن المرحلة الحالية في السودان باتت تمجّد من يعلو صوته بالسباب، من يتقن لغة التهديد والابتزاز، من يتنقّل بين الولاءات الخارجية، ومن يتكلم بلسانين.
في زمن السيولة السياسية، يصبح الثبات تهمة، والالتزام عارًا، والوطنية مشروع خسارة.
