الفاشر.. عشرات المواطنين يسقطون مغشياً عليهم
متابعة - الجمهورية نيوز

الفاشر.. عشرات المواطنين يسقطون مغشياً عليهم
متابعة – الجمهورية نيوز – تشهد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور أوضاعاً إنسانية مأساوية مع تزايد حالات الإغماء بين الأطفال والنساء وكبار السن، في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ أكثر من عام، مما أدى إلى انعدام شبه كامل للغذاء وتدهور الوضع الصحي بشكل خطير.
ووفقاً لشهادات محلية ومصادر ميدانية، فإن عشرات المواطنين سقطوا مغشياً عليهم في الشوارع نتيجة الجوع والإرهاق، بعد أن نضبت الأسواق من المواد الغذائية تماماً، فيما ارتفعت أسعار ما تبقى من سلع بصورة جنونية، إذ بلغ سعر “الكورة” من الأمباز عبر التطبيقات البنكية نحو 100 ألف جنيه، بينما تجاوز سعرها نقداً 50 ألفاً، وسط أزمة سيولة خانقة.
وأكد عدد من التجار أن المدينة أصبحت خالية من السلع الأساسية كالأرز والدقيق والسكر، ما دفع كثيراً من الأسر للاعتماد على الأمباز كغذاء وحيد للبقاء على قيد الحياة. وقال التاجر محمد آدم عيسى إن “الفاشر تعيش أسوأ أيامها، فالمحلات مغلقة، والأسواق صارت خالية، والمجاعة أصبحت واقعاً مؤلماً”.
من جهتها، روت المواطنة حليمة يعقوب، وهي ربة أسرة نازحة، أنها لم تتمكن من توفير وجبة واحدة لأطفالها منذ يومين، بعد توقف معظم التكايا التي كانت تقدم الطعام للنازحين، مشيرة إلى أن “الناس صاروا يتقاسمون فتات الأمباز، ومن لا يجده ينام جائعاً”.
بدوره، أوضح مسؤول تكية الفاشر، محي الدين شوقار، أن معظم التكايا توقفت عن العمل تماماً بسبب انعدام الغذاء، محذراً من أن استمرار الحصار يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين، داعياً المنظمات الدولية للتدخل العاجل وفك الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر كل المعابر.
وتعتبر الفاشر آخر معقل عسكري تابع للجيش السوداني في إقليم دارفور، ما جعلها هدفاً رئيسياً لقوات الدعم السريع التي تسعى للسيطرة عليها بشكل كامل.
من جانبها، أكدت الأمم المتحدة أن المدينة تضم أكثر من 260 ألف مدني، بينهم 130 ألف طفل، يعيشون في ظروف وصفتها بـ“الحرجة للغاية”، نتيجة انقطاع الإمدادات وانعدام الخدمات الطبية والمياه الصالحة للشرب.
ويحذر مراقبون من أن استمرار الحصار قد يؤدي إلى “كارثة إنسانية غير مسبوقة”، ما لم يُسمح بدخول المساعدات الغذائية والدوائية فوراً، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي يزيد معاناة السكان.

