رسالة وداع مؤثرة تهز العالم من شاب سوداني قضى غرقاً في البحر
متابعة - الجمهورية نيوز

رسالة وداع مؤثرة تهز العالم من شاب سوداني قضى غرقاً في البحر
متابعة – الجمهورية نيوز – في واحدة من أكثر القصص إنسانية وإيلاماً، كشفت مصادر في السواحل الليبية عن العثور على رسالة وداع مؤثرة داخل جيب أحد الشبان السودانيين الذين قضوا غرقاً أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط. الرسالة، التي كُتبت بخط يدٍ مرتجف، حملت كلماتٍ تختصر معاناة جيلٍ كامل من الشباب السوداني الباحثين عن أملٍ مفقود وسط أمواج الموت.
الرسالة بدأت بعبارة “أنا آسف يا أمي”، وواصل كاتبها سرد تفاصيل لحظاته الأخيرة وهو يواجه مصيره المحتوم في البحر، طالباً الصفح من والدته التي أنفقت كل ما تملك لمساعدته على السفر. كتب الشاب وهو يستشعر النهاية قائلاً:
“لا تحزني يا أمي إن لم يجدوا جثتي، فماذا ستفيدك الآن إلا تكاليف نقل ودفن وعزاء. أنا آسف يا أمي، وكان لا بد لي أن أسافر كغيري من البشر.”
وتضمنت الرسالة اعترافات صادقة وموجعة لشابٍ لم يكن يبحث عن الثراء، بل عن دواء لوالدته وأملٍ بسيط لأسرته. كتب قائلاً:
“كانت أحلامي صغيرة.. ثمن علاجك يا أمي، وتصليح أسنانك، وهاتف جديد لأختي، وخمسون يورو لأخي الصغير.”
الصحفيون الذين تابعوا عملية انتشال الجثث أكدوا أن المشهد كان يفوق الوصف، عشرات الشباب الذين حملهم البحر في صمت، وترك وراءه أوراقاً مبتلة تشهد على وجع أمة تبحث عن الحياة.
وفي ختام رسالته كتب الشاب السوداني كلمات تهز القلب قبل أن يودع العالم إلى الأبد:
“شكراً أيها البحر لأنك لم تسألني عن هويتي ولا عن ديني، شكراً لأنك احتضنتني دون فيزا ولا جواز سفر.”
تكررت مأساة الغرق مرة أخرى، لتعيد إلى الأذهان حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها آلاف السودانيين العالقين بين الفقر والحرب والحلم الأوروبي البعيد.
وبينما تُطوى صفحات حياة هذا الشاب المجهول، تبقى رسالته صرخةً مفتوحة في وجه العالم: أن الهروب ليس خياراً، بل آخر محاولة للنجاة في وطنٍ أرهقته الحروب وضاقت به الأحلام.

