الجيش السوداني يرد على مبادرة الرباعية بأربعة شروط لتنفيذ الهدنة

الجيش السوداني يرد على مبادرة الرباعية بأربعة شروط لتنفيذ الهدنة

في إطار جهودها الرامية إلى إنهاء النزاع المسلح وضمان استقرار شامل، دفعت الحكومة السودانية بمذكرة رسمية إلى الآلية التقنية التابعة للمجموعة الرباعية، تضمنت أربع ملاحظات أساسية حول مقترح الهدنة الإنسانية، بهدف تأمين المدنيين ومنع تكرار خروقات الهدن السابقة.

ضمانات الهدنة

أفادت صحيفة “السوداني” أن الحكومة السودانية قدمت أربع ملاحظات رئيسية إلى الآلية التقنية للمجموعة الرباعية، تتعلق بمقترح الهدنة الإنسانية المطروح حالياً. وتهدف هذه الملاحظات إلى ضمان تحقيق أهداف الهدنة الشاملة، بما في ذلك وقف العمليات القتالية، وتأمين الحماية الكاملة للمدنيين، ومنع انهيار الاتفاق كما حدث في تجارب سابقة. وأكدت الحكومة أن هذه النقاط تمثل شروطاً أساسية لضمان نجاح أي اتفاق نهائي، مشددة على أن غياب الضمانات العملية سيؤدي إلى فشل الهدنة في تحقيق السلام المستدام.

رؤية متكاملة

أوضحت المصادر أن الحكومة السودانية تستند في موقفها إلى خارطة الطريق التي قدمتها إلى الأمم المتحدة بتاريخ 10 مارس 2025، والتي تتضمن رؤية متكاملة لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد. وتشمل هذه الخارطة خطوات عملية لوقف النزاع، وإعادة النازحين إلى مناطقهم، واستئناف الحياة العامة، إلى جانب ترتيبات المرحلة الانتقالية لما بعد الحرب. وتؤكد الوثيقة التزام السودان بالتعاون مع الأمم المتحدة، وتوضح أن أي هدنة يجب أن تكون جزءاً من عملية سياسية شاملة تضمن وحدة الدولة وسلامة أراضيها.

بنود المقترح

كشفت صحيفة “السوداني” عن تفاصيل الملاحظات الأربع التي قدمتها الحكومة السودانية إلى الآلية الرباعية، والتي تمثل جوهر موقفها من مقترح الهدنة الإنسانية. وتضمنت الملاحظات أولاً، ضرورة انسحاب قوات الدعم السريع من جميع المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك تلك التي اجتاحتها مؤخراً، لضمان حماية المدنيين من الانتهاكات التي وقعت في مناطق مثل الفاشر. ثانياً، طالبت الحكومة بنشر قوات الشرطة السودانية في المدن والمناطق التي تنسحب منها قوات الدعم السريع، لضمان الأمن والاستقرار. ثالثاً، دعت إلى تجميع عناصر الدعم السريع في مناطق محددة يتم الاتفاق عليها مسبقاً. ورابعاً، شددت على أهمية إنشاء آلية دولية لمراقبة التزام الدعم السريع بالهدنة، ومنع تدفق الأسلحة الخارجية إلى صفوفها خلال فترة وقف إطلاق النار وأي ترتيبات لاحقة.

موقف حاسم

أكدت الحكومة السودانية في مذكرتها أن هذه الملاحظات تمثل موقفاً حاسماً لا يمكن تجاوزه في أي مفاوضات تتعلق بالهدنة الإنسانية. وأوضحت أن الهدف من هذه المطالب هو ضمان عدم تكرار خروقات الهدن السابقة، التي تسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية، وعرقلة جهود السلام. كما شددت على أن أي اتفاق لا يتضمن هذه الضمانات سيبقى عرضة للانهيار، ولن يحقق الاستقرار المطلوب في البلاد. وتأتي هذه الخطوة في سياق تحركات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى إنهاء النزاع المسلح، وإطلاق عملية سياسية شاملة تضع حداً للأزمة المستمرة في السودان.