رشان أوشي تكشف سقوط آخر أوراق الإمارات في السودان

كشفت الصحفية السودانية رشان أوشي، في تقرير تحليلي لها، عن تراجع نفوذ الإمارات في السودان وانكشاف أوراقها الأخيرة بعد أن حاولت إدارة الصراع السوداني من وراء ستار عبر “هندسة الظل” والتدخلات الميدانية المباشرة والخفية.

وأوضحت أوشي أن أبوظبي، التي اعتمدت في السابق على وكلاء محليين وإقليميين لتنفيذ أجندتها، تجد نفسها اليوم عاجزة عن الاستمرار في العمل الخفي، مع تنامي الغضب الشعبي السوداني على منصات التواصل الاجتماعي وكشف التحركات الخارجية على العلن.

في هذا السياق، أشارت الصحفية إلى أن عميل الإمارات طه عثمان الحسين ظهر مؤخراً في زيارة الرئيس التشادي محمد ديبي، بينما رصد نشاط مكثف لجنرال المخابرات السابق عبد الغفار الشريف في عمليات تجنيد مرتزقة من كولومبيا وأفريقيا.

كما لفتت إلى أن الرئيس سلفاكير في جنوب السودان أحبط مؤامرة انقلاب برعاية أبوظبي، قادها نائبه بنيامين بول، وتم تجريده من رتبته ووضعه تحت الإقامة الجبرية، فيما عاد توت قلواك إلى موقع القرار الأمني، مؤكداً دوره الإيجابي تجاه السودان ورفض أي محاولات لتقويض السلطة الوطنية.

وعلى صعيد السودان، أبرزت أوشي أن الحكومة السودانية في بورتسودان أظهرت نزعة سيادية قوية في مواجهة الضغوط الخارجية، مؤكدة أن رفض منح الإمارات موطئ قدم سياسي إلى جانب إعلان الرئيس البرهان التعبئة العامة واستمرار العمليات العسكرية، كشف عن الغضب الإماراتي المباشر وتحول استراتيجياتها من العمل في الظل إلى المواجهة العلنية.

وأضافت أن الولايات المتحدة أثرت على حسابات الإمارات عبر تصريحات غير استراتيجية أظهرت نوايا مالية تحت شعار حماية الاستقرار، بينما المملكة العربية السعودية دعمت سيادة السودان بشكل واضح، ما أربك محاولات الإمارات لاحتكار النفوذ في البلاد.

وتخلص أوشي إلى أن خطط أبوظبي لم تعد محصنة خلف الستار أو الحملات الدعائية، وأن الغضب الشعبي والوعي الجماعي السوداني كشفا آخر أوراقها، وأجبرها على الانكشاف المباشر، ما يوضح مرحلة جديدة من التعقيدات الجيوسياسية في المنطقة.