شهداء الواجب الوطني.. سكك حديد السودان تنعي 14 عاملًا
متابعة - الجمهورية نيوز
شهداء الواجب الوطني.. سكك حديد السودان تنعي 14 عاملًا

شهداء الواجب الوطني.. سكك حديد السودان تنعي 14 عاملًا
أعلنت هيئة سكك حديد السودان وفاة أربعة عشر عاملًا من القطاع الغربي بمدينة بابنوسة، ووصفتهم بأنهم شهداء الواجب الوطني في ظل الظروف الأمنية التي تشهدها المدينة منذ مطلع نوفمبر 2025، حيث تدور اشتباكات شبه يومية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وجاء النعي في بيان رسمي أكد أن الضحايا قضوا أثناء أداء مهامهم في خدمة المرفق الحيوي، في وقت تتواصل فيه المعارك المسلحة التي جعلت من بابنوسة إحدى أكثر المناطق توترًا في غرب البلاد.
تاريخ بابنوسة
مدينة بابنوسة ارتبط اسمها منذ عقود بحركة القطارات التي شكلت شريانًا رئيسيًا يربط وسط السودان بأقصى الغرب وصولًا إلى جنوب السودان قبل الانفصال. هذه الشبكة التي كانت رمزًا للتواصل الاقتصادي والاجتماعي تدهورت بشكل كبير خلال عهد الرئيس المعزول عمر البشير، لتفقد المدينة تدريجيًا دورها الحيوي في منظومة النقل القومي. ومع ذلك، ظل قطاع السكك الحديدية في بابنوسة حاضرًا عبر كوادره العاملة في أقسام هندسة القطارات والورشة الرئيسية والحركة والنقل والقاطرات والكهرباء والحسابات، وهي الأقسام التي فقدت عددًا من موظفيها في الأحداث الأخيرة.
معارك يومية
تشهد بابنوسة منذ مطلع نوفمبر 2025 معارك ضارية بشكل شبه يومي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. المدينة تضم قيادة الفرقة 22 مشاة واللواء 89، وتعتبر أبرز قاعدة عسكرية للقوات المسلحة في غرب البلاد، ما جعلها هدفًا رئيسيًا لهجمات قوات الدعم السريع. هذه القوات كثفت عملياتها على المدينة بعد سيطرتها على الفاشر في 26 أكتوبر 2025، لتصبح بابنوسة إحدى الجبهات الأكثر اشتعالًا في النزاع الدائر.
هجمات مكثفة
قوات الدعم السريع شنت هجمات واسعة على مواقع الجيش في بابنوسة مستخدمة أساليب قتالية متطورة، من بينها الطائرات المسيرة الحديثة المصنعة في الصين، وفق ما ذكره مراقبون للأوضاع العسكرية في غرب السودان. كما لجأت إلى استخدام مركبات مصفحة لنقل المقاتلين ووضع الأسلحة الثقيلة على الأسطح، ما زاد من شراسة المواجهات. الجيش السوداني بدوره تصدى لهذه الهجمات بشكل مكثف، محاولًا الحفاظ على سيطرته على المدينة التي تمثل موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية.
إرث السكك الحديدية
رغم أن بابنوسة اشتهرت لعقود طويلة بحركة القطارات التي ربطت وسط السودان بغربه وصولًا إلى جنوب السودان قبل الانفصال، فإن هذه الشبكة الحيوية تدهورت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، خاصة في عهد الرئيس المعزول عمر البشير. ومع ذلك، بقيت المدينة رمزًا لتاريخ السكك الحديدية في السودان، قبل أن تتحول اليوم إلى ساحة مواجهة عسكرية، حيث فقدت مؤخرًا عددًا من عمالها الذين كانوا يؤدون واجبهم الوطني في ظل ظروف أمنية بالغة الصعوبة.

