تصرف فنان سوداني يثير موجة غضب في السودان

متابعة - الجمهورية نيوز

تصرف محمد تروس يثير موجة غضب في السودان

تصرف فنان سوداني يثير موجة غضب في السودان

 

متابعة – الجمهورية نيوز – تُظهر ردود الفعل الواسعة على عرض محمد تروس في كمبالا حجم التوتر القائم بين حرية التعبير الفني والمعايير الاجتماعية في السودان، وسط انقسام حاد حول حدود الأداء المسرحي ودوره في طرح القضايا العامة.

كمبالا – أثار الممثل والمسرحي السوداني محمد تروس، الثلاثاء، جدلاً واسعاً بعد تقديمه عرضاً مسرحياً في احتفال فني بالعاصمة الأوغندية كمبالا، خلع خلاله جزءاً من ملابسه على خشبة المسرح ضمن أدائه، ما أدى إلى موجة تفاعل كبيرة في الأوساط الثقافية وعلى منصات التواصل الاجتماعي.

وقال الممثل سيد عبدالله صوصل إن ما قدمه تروس يندرج، في رأيه، ضمن تقاليد المسرح الكلاسيكي والحديث، موضحاً أن المسرح مساحة لعرض الحقيقة كما يراها الممثل، وأن استخدام الجسد كأداة تعبير ممارسة معروفة في الفنون الأدائية.

 

وأشار صوصل إلى أن تروس يمتلك خلفية أكاديمية ومهنية في التمثيل، إذ درس في كلية الموسيقى والدراما وتلقى تدريباً في قصر الشباب والأطفال، إضافة إلى دراسات في الإنتاج الفني بهولندا، مؤكداً أن اختياراته الفنية تأتي عن وعي ومسؤولية. وأضاف أن خلع جزء من الملابس في المسرح ليس خروجاً عن المألوف، بل وسيلة تعبيرية استخدمت في سياقات احتجاجية وفكرية حول العالم.

وظهر تروس في مقطع مصور لتوضيح موقفه، مؤكداً أن ما قدمه في كمبالا امتداد لتجارب سابقة، بينها عرض في دبي تناول قضية تهريب الذهب. وقال إنه لا يلتفت لحملات التنمر التي استهدفته واستهدفت أسرته، مضيفاً أنه سيواصل التعبير عن مواقفه بالطريقة التي يراها مناسبة.

وأوضح تروس أنه لا ينتمي لأي جهة سياسية أو عسكرية، وأن أعماله نابعة من إحساسه الإنساني تجاه ما يجري في السودان، متسائلاً عن حجم المأساة التي يعيشها المدنيون في الحرب.

وتباينت المواقف بين من اعتبر العرض إساءة للقيم والعادات، ومن رأى فيه فعلاً فنياً شجاعاً. ونقل الصحفي عبدالباقي جبارة آراء تؤكد أن ما فعله تروس جزء من طبيعة العمل المسرحي ولغة الجسد، مستشهدين بتجارب سودانية سابقة مثل أداء الراحل الفاضل سعيد لشخصية “بت قضيم”.

وفي اتجاه آخر، كتبت بثينة تروس دفاعاً عنه، معتبرة أن الهجوم يعكس صراعاً قديماً بين العقل المحافظ ومحاولات التفكير خارج الأطر التقليدية، وربطت ذلك بروح ثورة ديسمبر وشعاراتها حول الحرية والعدالة.

ورأى كتاب ومثقفون، بينهم سعيد عثمان سعيد، أن ما قام به تروس ينسجم مع تقاليد عالمية في “الاحتجاج العاري” بوصفه رمزاً للمقاومة وكشف الواقع القاسي، مشيرين إلى تجارب دولية استخدمت الجسد كأداة احتجاج سياسي واجتماعي.

ويعتقد مؤيدو تروس أن الصدمة كانت مقصودة لإثارة النقاش حول الحرية والتفكير، مؤكدين أن الفن ليس مطالباً بإرضاء الذوق العام، بل بطرح الأسئلة حتى لو كان ذلك مزعجاً.

وقالت الكاتبة صفاء خليل إن أداء تروس يمثل نموذجاً للفن الصادم الذي يستهدف تحريك الوعي واستفزاز المتلقي للخروج من القوالب الموروثة، مشيرة إلى أن هذا النوع من الفن يخلق انقساماً طبيعياً بين من يراه شجاعة ومن يراه تجاوزاً.

وأضافت أن قيمة الفن الصادم تكمن في قدرته على فتح نقاش جاد حول قضايا الحرية والتفكير، موضحة أن الفن ليس ملزماً بإرضاء الجمهور أو الالتزام بقوالب ثابتة، بل قد يكون دوره الأساسي تحريك المشاعر والعقول. وختمت بأن التضييق على حرية التعبير باسم الذوق العام يشكل خطراً أكبر، لأن الفن يؤدي رسالته عندما يدفع الناس إلى التفكير والنقاش.

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا