الجمارك السودانية..انجازات وسط اجواء الحرب وزخات الرصاص
بقلم احمد جبريل التجاني
لايدرك سخونة الجمر ووقع لظاه علي الجلد الا من يمسكه بيديه مكتويا به مجالدا الأنات والصراخ ، محتملا الاذي في صمت ليخرج اللبن من بين فرث ودم وهو عين ماقامت به الادارة العامة للجمارك عند اندلاع شرارة الحرب اللعينة ، اذ يعلم الجميع ان اغلب ادارات ومقدرات الجمارك بولاية الخرطوم لذلك التفكير والتخطيط لاخراج المقدرات والانظمةوالقوي العاملة نفسها اثناء الحرب مغامرة جريئة لايقوم بها الا من قلبه زاخر بالشجاعة والايمان والتوكل علي الخالق وحده.
انطلقت ادراة الجمارك عقب مرور مايقل عن اسبوع من الحرب وتحت وقع التدوين وزخات الرصاص والقصف العشوائي للمليشيا الي بورتسودان دون خوف من خطورة التحرك وسط ظروف الحرب المعلوم انها عالية الخطورة،وصل وفد الجمارك الي درة الشرق ثغر السودان الباسم لتنتهي اصعب مغامرة يتهرب البعض منها لكن ادارة هذه الهيئة اتخذت طريقها وتوكلت علي الله الذي حفظها حتي الوصول بسلام لتنطلق فصول التحدي الجديد ببورتسودان في كيفية ترتيب الادارة من جديد بتهيئة بيئة العمل واعداد المكان لتسيير شئون الادارة واسكان العاملين بها وسرعة اعادة التواصل مع جمهور الجمارك من المتعاملين لاستمرار النشاط الاقتصادي والحركة التجارية ولتمتين عري الثقة بينها والمتعاملين معها.
وقد شكلت عملية الانتقال الي انجاز الاعمال يدويا تحديا قائما بذاته امام ادارة الجمارك اذ توقفت شبكات الاتصال لفترات طويلة واذا ما ركن المدير العام الي الامر وانتظر عودة الشبكة لفقد السودان مواردا هامة ومداخيل مالية ضخمة تغذي خزانة وزارة المالية وتساهم في المجهود الحربي وتصريف بنود الموازنة العامة للدولة التي تعد الجمارك احد اكبر نوافذها الايرادية.
العاملون بالجمارك بذلوا مجهودات جبارة في سبيل عودة العمل كما السابق رغم فقدان ادواته كالشبكات والاجهزة الرقمية وكان انتقالا سلسا رغم الصعوبات من العمل الالكتروني الي اليدوي حيث لم يشعر عملاء الهيئة باي تاخير او بطء في الاداء رغم اختلاف اليدوي عن الآلي لكنها الارادة الجبارة والعزيمة والاصرار الذي يحسب للفريق حسب الكريم وفريق عمله بالهيئة.
اثرت ادارة الجمارك من مديرها الي اصغر عامل فيها المخاطرة والتضحية بالروح في توقيت عزت فيه الارواح ونأي البعض بنفسه بعيدا عن مسارات الرصاص والتدوين خاطر المدير العام وفريق عمله بارواحهم بحثا عن خدمة الاقتصاد الوطني وهي تضحية في توقيت حرج وفارق لكنها جاءت كما اريد لها لتضخ الدم في اوردة الاقتصاد الوطني المتيبسة التي امتصت الحرب رحيقها.
وما ان وصلت الي بورتسودان حتي انطلقت في عملها بكافة مساراته لتضرب بيد من حديد من يخربون الاقتصاد الوطني بالتهريب من خلال تضييق الخناق علي انشطتهم الهدامة للاقتصاد وللوطن،وساهمت بجهد وافر في دعم المجهود الحربي وتوفير المعدات الطبية والادوية ودعم مستشفيات الشرطة والقوات المساحة والعمل الدؤوب علي استعادة انظمة العمل الالكترونية عقب عودة شبكات الاتصال.
وتبعا للتطور الكبير والقفز بالادارة في سماء الانجاز فقد ساهمت بشكل كبير في توفير معينات العمل اللوجستية لتحقيق المزيد من الانتشار وتحصيل الايرادات الجمركية لدعم الايرادات العامة من خلال توفير المعلومات عن التجارة الخارجية ومكافحة التهرب الجمركي.
كما قامت بعمل تنسيق محكم بينها والولايات القريبة للبحر الاحمر لمزيد من ضبط العمل ورفع الايرادات وتحقيق ضبطيات كبيرة ومتلاحقةللتهريب حيث تم ضبط واحباط تهريب (3) كيلوجرام من الذهب بحوزة إحدى الراكبات اضافة الي ضبط (112) كيلوغرام ذهب كانت في طريقها إلى خارج البلاد وجرت محاولة تهريب اعداد كبيرة من إناث الإبل عبر الحدود البرية شمال ولاية البحر الاحمر، وتم ضبط سلع وبضائع مهربة بمعبر أرقين الحدودي بعضها ممنوع ومقيد ومحظور داخل (براد) قادم من مصر.
وتاسيسا للمستقبل ومواكبة التطور العالمي في عمل الجمارك قامت ادارة الهيئة باستخدام النظام الحديث (الاسيكودا)العالمي الذي يسهم بشكل كبير في تسهيل وتبسيط الإجراءات الجمركية وحركة التجارة مستفيدة من هذه التقنية بتطبيقها في معظم إجراءات التجارة الخارجية اذ يمتاز هذا النظام بمعالجة بيانات الحمولة والبيانات الجمركية، بما فيها إجراءات عبور البضائع والأوضاع المعلقة، منتجا معطيات التجارة التي يمكن أن تستخدم في التحليل الإحصائي الاقتصادي.
تبع كل هذه التطورات الايجابية انفاذ توجيهات رئيس مجلس السيادة الخاصة بالانفتاح علي دول الجوار حيث قامت إدارة الجمارك بتنفيذ الموجهات الرئاسية بإنشاء الحظيرة الجمركية بكسلا لرغبة الموردين باستيراد بضائعهم وتخليصها عبر حظيرة الجمارك.
ولم تغفل عن مسئوليتها المجتمعية اذ وفرا عدد من ماكينات غسيل الكلي للولايات عبر الاعفاء الجمركي.