محمد الحسن جعفر يكتب .. “حوار” حول القضايا الاستراتيجية

مسار شرق السودان ليس سدرة منتهي ولا انجيل مقدس انما هو جهد شرفاء من الشرق نالوا شرف المحاوله في وضع أجندة جديدة لقضايا شرق السودان تناقش مسألة الحكم واختلال ميزان الثروه لكل الاقليم الجغرافي وليس لقبيلة او فئة محددة .

هناك مفهوم في السياقات الاستراتيجية يتداول كدلالة لاهمية موقع ما وبالتأكيد يندرج إقليم شرق السودان تحت هذا المفهوم الذي يعرف ب *لعنة الموقع* المكانة التي يشغلها شرقنا الحبيب في الجغرافيا السياسية جعلت منه ساحة كبيرة للتنافس غير الشريف وسوق للاجندات الدولية للتآمر واضعافه واثارة النزاعات بين مكوناته التاريخية حول مغالطات وقضايا لاتعني انسان الشرق بل تضعف وحدتة وتمزق كيانه .

لقد عايش الجميع الصراع الدامي الذي انفجر لاسباب عادية جداً تحدث مئات المرات في المدن والارياف السودانية وتسجل في مضابط الشرطة كمشاجرات بين مواطنين، لكن كان الأمر مختلف في مدينة القضارف، وكسلا،والبحر الاحمر حيث تابع الجميع كيف تدحرجت كرة النار لتحرق الاخضر واليابس وان المسرح كان معد جيد للفوضي الامنية والتخريب الاجتماعي الذي فاق تصور المجتمع واربك حسابات الجميع مما يؤكد أن السيناريو تآمري كبير

كل هذه المشاهد والتحضيرات الفوضوية بما فيه جدل التاريخ والثقافة الذي ذكر في مقرر دراسي لطلاب مرحلة الأساس والذي تولى كبره ذمرة حاقدة مارقه علي اعراف المجتمع ساقت بضاعتها للبسطاء لايقاع الفتنة بين مكونات البجا ويتزعم ذلك التيار كل رموز العهد الانقاذي بكل مستوياتهم اهليه كانت أم دستورية

كل ماذكر أعلاه حدث وتضخم وتعملق قبل أن يولد *مسار الشرق* الذي يحاول البعض ان يجعل منه قربانا وحائط للمبكى تعلق فيه كل خيباتاتهم وتآمرهم علي شعبنا؛ مسار شرق السودان ليس سدرة منتهي ولا انجيل مقدس انما هو جهد شرفاء من الشرق نالوا شرف المحاوله في وضع أجندة جديدة لقضايا شرق السودان تناقش مسألة الحكم واختلال ميزان الثروه لكل الاقليم الجغرافي وليس لقبيلة او فئة محددة .

هذه المقدمة كانت ضرورية لتقودنا لواقع مابعد حرب *15ابريل2023* وافرازاتها علي إقليم شرق السودان الذي بقدر رباني اصبح ملاذ آمن لكل السودانيين وهذه مفخره لاهل الشرق أن يحتوي إخوانهم وشعبهم بحفاوة وكرم وهذا ديدن اهلي وعشيرتي “يوقدوا نارهم نص الليل وكت نار غيرهم مطفية ”

واقع الحرب الجديد ربما قاد اصحاب نظرية شد الاطراف الي سينايور جديد مع ذلك اعتقد ان هذه فرصه جيدة لاهل الشرق فقط عليهم أن يستفيدوا منها غض النظر عن منطلقاتها لان شعبنا يزدهر في السلام والامن مع ذلك هناك دعوات لاعادة عقارب الساعة للوراء وهذا مانرفضه ونبصر به الجماهير أن محاولات الاستقطاب ورهن قضايا الناس لقضايا ذاتية هي ادوات مستعمر وحيل قوي المركز القديم الشعوب في شرق السودان قضاياه عميقه وتاريخية تتمحور حول الحقوق المدنية والسياسية وهناك فقر ونهب لثروات الاقليم سواء كان في المواني والمعادن والمشاريع الزراعية الكبري في القضارف، القاش ،طوكر

الإنسان في الشرق يجب أن يكون عابر للقبيلة للمواطنة بلا تمييز ليكون مؤهلا لانتزاع حقوقه من القوي المركزية التي مارست ابشع انواع استغلال للموارد والبشر وان سودان مابعد الاستعمار يجب أن يكون منصف وعادل لكل ابنائه وعلي النادي القديم التوقف عن اللعب بمكوناتنا لصالح مشاريعه الفاشلة .

ويجب علي المثقفين والوطنيين من الشرق لعب دور إيجابي بتعريف المشكلات بشكل موضوعي بعيد عن التهريج الذي يستفيد منه كل من تسبب في تأخر هذا السودان الكبير بموارده وانسانه فالجدل والتنافس يجب أن يكون حول قضايا استراتيجية بدلاً من أن نهدر طاقة وجهد في مواضيع انصرافية تطيل أمد الازمة ،

بالتاكيد لايوجد بيننا من يرفض السلام والتصالح ولكن علينا أن ننسي مبدأ عدم الافلات من العقاب وجبرر الضرر المعنوي باعتبار ذلك جزء من عملية شاملة لصناعة سلام حقيقي ينزل برداً وسلاماً علي الجميع وعلينا التفريق بشكل واضح بين ملفين في شرق السودان “الملف السياسي، والملف الاجتماعي ” لان خلط هذه الملفات هو طمس لقضية شرق السودان التاريخية،

وان المساحة التي تتحرك فيه الإدارة الاهلية معرفه بالقانون والعرف السائد بين منذ القدم حفظ الامن المجتمعي واعراف وتقاليد المجتمعات لان القبيلة ليست وحدة سياسية إنما هي رابط اجتماعي قائم علي روابط الدم والتصاهر لذلك يجب أن تنأي عن ممارسة السياسه وهذه مبدأ سيكون اساسي لسودان مابعد الاستعمار والحروب

 

نوفمبر 2023

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا