(تندلتي – الابيض) .. المسافة صفر (16)

بقلم : إبراهيم عربي 

علي كل نحذر بشدة من أي تفريط عسكري في مدينة الأبيض حاضرة شمال كردفان (الهجانة أم ريش ساس الجيش) وإلا ستدفع الدولة ثمنه أضعافا مضاعفة لأخطاء يصعب التسلم بها هكذا ، فلا زالت (الأبيض) تمثل الخطة (ب) لدي هذه الميليشيا الإرهابية المتمردة ..!.

 

ومن الواضح أن مدينة الأبيض أصبحت الآن هدفا وخيارا راجحا لهذه المليشيا الإرهابية عقب هزائمها المتلاحقة في الفاشر حاضرة شمال دارفور حيث أصبحت تطاردها القوات المشتركة بعيدا شرقا وشمالا وتمتلك زمام المبادرة والمبادأة تماما ..!.

 

في الواقع تعددت أشكال وأنواع حالات الهروب للمليشيا من الخرطوم والجزيرة وبابنوسة وتحاول جاهدة تحقيق نصرا ترفع به معنويات قواتها المنهارة حيث تواجه مصيرا مميتا مع عدة الشغل الجديدة ..! ، وبالتالي هربت الي مناطق غرب الدويم ولازال سلاح الطيران يتعامل مع قوة معتبرة تحاول الفرار متحصنة ببعض القري تبحث لها عن تشوين لقواتها عند بعض العملاء والطابور الخامس هناك ، فيما لا يزال متحرك الشهيد الصياد (الهجانة) يراوح مكانه في المسافة صفر زمانا ومكانا لفتح الطريق وكنس دتس هذه المليشيا التي عاثت الفساد في أم روابة والرهد طالت المواطنين في أنفسهم وفي ممتلكاتهم ..!.

 

الحقيقة المؤلمة والمرة التي يجب أن تقال بكل وضوح وصراحة ليست لزعزعة أمن المواطنين وإستقرارهم كما ذهب يتهمنا البعض بل من دواعي حرصنا كسلطة (رابعة) رقابية يملي علينا الواجب والضنير التنبيه لخطر قادم لا يقبل التفريط ولا المجاملة مثلما حدث في ولاية الجزيرة فإن الاوضاع في مدينة الأبيض قد تأزمت اكثر مما كانت وليست بعافية ..! ونسأل الله أن تكون الاوضاع فيها تحت السيطرة كما يقول السادة الجنرالات ..!، نحن نثق تماما في قواتنا المسلحة وفي قياداتها ونثق تماما في قوة وصلابة أسود الهجانة التي تكسرت عندها قوات العدو في (66) مواجهة ولكنها بالطبع ليست ثقة لدرجة التفريط ..! ، أدركوا الأبيض قبل فوات الأوان ..!.

 

علي كل أصبحت مدينة الأبيض (مخنوقة ..!) أكثر مما مضي في فترات سابقة، تحاصرها قوات المليشيا من إتجاهاتها الأربعة ، شمالا حيث لازالت تتمركز قوات للمليشيا داخل مدينة بارا تخرج منها ليلا وتأتيها مع بزوغ الفجر ولليوم الرابع يعاونها جماعة من الطابور الخامس طالبتها قيادات بارا بالخروج ولكنها قالت إنها جاءت بتعليمات قيادتها ..!، ولازالت تحرك وليس هنالك ما يعكر صفوها أمنيا حتي الآن والمؤسف حقا أن هذه القوات جاءت بارا بطلب من أحد الإدارات الأهلية ..!.

 

غير أن خطورة هذه القوات ستهدد الأبيض عطشا وجوعا بإعتبار أن بارا الطريق الوحيد لإنتشال الأبيض من الجوع والعطش وبالتالي لابد من إنقاذ الموقف وذلك بإستخدام سلاح الطيران الذي لازلنا نطالب به مكثفا ..!

 

كما هنالك قوة عسكرية ايضا للتمرد في منطقة جبل عيسي والعيارة وغيرها (لانكروزرات ومواتر) ومن الواضح إنها قوات للهجمات السريعة والمباغتة ..!.

 

رغم أن التكهنات بشأن القوتين أعلاه حسب مصادر للمليشيا تقول إنها تهدف بها قطع الإمداد الغذائي والدوائي والتشوين عن مدينة الابيض شمالا والتي وصلت فيها الأسعار لأرقام فلكية ، ولكن الهدف غير المنظور حسب مصادر تأمين إمداد لوجستي قادم للمليشيا من جنوب السودان مرورا بهذه المنطقة في طريقها الخرطوم ويقال من بينها قوات عسكرية من جنوب السودان كانت متمركزة في مناطق شرق دارفور لفترة طويلة ..!.

 

علي أي حال ليس ذلك فحسب بل نشبت بعض الخلافات بين قيادات التمرد بعضها تري أن الأبيض أصبحت موطئا لسكن أسرها وأهاليها فيما يراها آخرون غير ذلك ، وبالتالي منعت دخول أو خروج أي من السيارات أو المتحركات لمدينة الأبيض بل أعادت إليها أكثر من (40) شاحنة لصادر الثروة الحيوانية من تجاه الرهد بعد أن دفعوا للمليشيا (عشرة) خراف عن كل شاحنة و(مليون ونصف المليون) من الجنيهات ، ويقال أن برشم أصبح الآن في المعادلة بعد أن كانت مجموعة حسن رابح تسيطر عليها ولازالت الخلافات تراوح مكانها ويتوقع أن تحدث مواجهة ببن هذه المليشيات بسبب تقاطعات المصالح ..!.

 

مع الأسف الشديد أصبحت الأبيض الآن مدينة تموت من العطش

حيث لازالت المليشيا تسيطر علي مصادر المياه الجنوبية الثلاثة في مناطق غرب الرهد (بقرة ، بنو، ود البغا) وفي ظل إنقطاع التيار الكهربائي عن المصادر الشمالية ، لم يكن أمام أهل الأبيض من خيار إلا صلاة الإستسقاء أملا وعشما في إنتظار رحمة الله بأن تجود عليهم السماء بأمطار أعدوا لها (السباليق) قال لي أحد الاعيان تجاوز سعر السبلوقة الواحدة (20) ألف جنيه.

 

مع الأسف عادت الأبيض محاصرة من تجاه جبل كردفانكردفان أيضا وقد تجمعت قوات المليشيا في الرهد ، ولا يستطيع فنيو الكهرباء الوصول إليها رغم تحرير الهجانة لجبل كردفان ونجاحها فك الإختناق ومقتل قائد التمرد هناك ، نأمل إعادة النظر في عمليات التمدد والإنكماش فالابيض تختنق وتختنق حد الموت ..!.

 

الرادار .. الإثنين 27 مايو 2024 .

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا