محمد إدريس يكتب .. مؤتمر تلكوك.. غياب وغباء الحكومة..!!

*كان يمكن أن ينعقد وينفض (مؤتمر تلكوك) دون أن يحدث أثرا اويشعر به أحداً،كالأف المؤتمرات التي تقام بلا هدف،لولا

المضايقات والاستفزازات التي تعرض لها منظمو المؤتمر /الداعم لإتفاق السلام /حتى يرضخو لفزاعة (أجهزة الخوف)بإلغاءه نزولا لرغبة تيار الفتنة المسنود والمتغلغل داخل الأجهزة الرسمية،ذات الأجهزة التي تخادع الشعب بأنها صنعت السلام في جوبا، وتعرقل أهل الشرق من دعمه وتشكيل حاضنة اجتماعية تدفع نحو تحقيق مكاسب الإتفاق والتبشير به.. ألا يعد ذلك نقضا للعهود ورضوخا لابتزاز طرف على طرف وتاجيجا للصراع بدلاً من اطفائه ؟!

* اللجنة الأمنية بكسلا انتهجت سلوك غريب بإصدار بيان ذكرني

ببيانات الناشطين السياسيين يمنع قيام المؤتمر، والأغرب خطوة احتجاز قناة الجزيرة والنيل الأزرق في عصر السماوات المفتوحة والمواطن الصحفي، ومنعهما من تغطية مؤتمر داعم لإتفاق السلام تدعو توصياته إلى وحدة السودان أرضا وشعباً وتجريم خطاب الكراهية والعمل على رتق النسيج الاجتماعي وأن تكون المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات كما ورد في الوثيقة الدستورية التي شبعت خرقا،يبدو أن مثل هذه التوصيات تزعجهم..!

* وبالمناسبة لم يكلف أمين عام حكومة كسلا نفسه باستلام توصيات المؤتمر ولم يحضر إلى (تلكوك) فبعث برسالة سلبية إلى بريد المؤتمر، ذات أمين الحكومة الذي يهرع إلى مناسبة تكريم في (وقر) لايتجاوز عدد حضورها أصابع اليد الواحدة، هذا يشير إلى أن المركز يوفد إلى كسلا (كرزايات) لايعرفون تركيتبها الديموغرافيةويتخبطون كأنهم عميان في حقل من الألغام، فتتفجر الصراعات بسبب محدودية معرفتهم بالبيوتات الدينية والزعامات التاريخية!

فمن يصدق ان( بيتاي) أقام مؤتمر غابت عن المشاركة فيه الحكومتين الولائية والمركزية، بيتاي الذي كان يحظى بتقدير واحترام الحكومات المتعاقبة من لدن الأزهري والنميري الذي أرسل طائرة خاصة عند وفاة الشيخ (علي بيتاي)رحمه الله لتقل جثمانه الطاهر من الخرطوم إلى همشكوريب،إلى حكومة البشير التي ربطت مناطقه بالطرق المسفلتة وأبراج الكهرباء والإتصالات وكان يزوره بمنزله وآخر زيارة لكسلا تناول العشاء بمنزله تقديراً لمكانته التي تتجاوز حدود السودان..!!

كان صريحاً ومباشرا حينما قال الشيخ سليمان على بيتاي أرجو أن لاتضطرنا الحكومة إلى إغلاق الطرق وإحتلال أمانة الحكومة، ربما لم يسمع آمين عام حكومة كسلا الجديد بالحدث الذي الذي جري مطلع التسعينات عندما حاولت الحكومة منع (سليمان بيتاي) من خطوة التقدم بجيشه من تلكوك لتحرير همشكوريب بحسابات وقتها للقيادة العسكرية في الفاو إلا أن الرجل العنيد مضى إلى إنفاذ قراره متحديا

بتحرير همشكوريب وتسليمها للسلطات..!!

ستتكبد الحكومة خسارة كبيرة وهي ترواغ في إنفاذ مسار شرق السودان الذي وقعته ضمن إتفاق سلام جوبا، وتسعى الآن إلى كسب ود مجموعة ترك وموسى بنصب المؤتمر التشاوري (كمين) للتنصل عن الإتفاق بطريقة ناعمة

فهي بذلك ستخسر الحشود المليونية التي جاءت إلى تلكوك بدافع حماية مكتسبات الإتفاق لأنها شعرت بأن هنالك ثمة مؤامرة تجري خلف الكواليس أشبه بقضية إقالة والي كسلا، اما خسارتها لبيتاي فقد قالها الرجل القوي بأن إحتلال كسلا لايكلفه سوى بضع دقائق والحشاش يملأ شبكتو..!!

حكومة تمنع مئات البصات من المشاركة في المؤتمر وتعيق التغطية الإعلاميةله،ويعتزر قادة الوفد الحكومي للتفاوض من مخاطبته بينما في المقابل يهرعون إلى مؤتمر سنكات الذي نظمه بضع سياسيين وناظر واحد يبحثون عن سلطة /هي في يد المركز( ٧٠٪)تكفيهم لإخماد نار الفتنة من نصيب الحكومة يمكن أن تتنازل عنها لصالح مجموعة ترك حتى تحقن الدماء وتنهي صراع الشرق اذاكانت جادة في حل الأزمة..!

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا