محمد إدريس يكتب .. شراكة ذكية في مواجهة حمي الضنك والكوليرا..!!

الانطباع السائد عن الورش التي تقام عادة حول القضايا والمشاكل والازمات،بأنها طق حنك واستهلاك دعائي وأقوال مجانيةلا أثرلها علي الواقع،وفي الآخر مصير التوصيات والمناشدات قبور التجاهل واقبية الإهمال بعد أن يطمهرها النسيان مباشرة عند رفع (الجلسة الختامية )،والتقاط الصور التذكارية!!

*أسباب عديدة أدت إلي كسر ذلك الانطباع في الورشةالموسومة: ( دور الإعلام والمنظمات في مواجهة حمي الضنك والكوليرا )التي اقامتها خيمة الصحفيين بالقضارف بالشراكة مع منظمة الهجرة الدولية،منها ربما لأن الخيمة كان لها كفاح سابق في حملات التوعية والإرشاد ومحاصرة الوباء..اي أنها لم تكتف بدق ناقوس الخطر ورصد الحالات والإحصاءات، ثم لطم الخدود وشق الجيوب كما يقال ،وادت عمليا واجبها الاتصالي في ظروف صعبة،رغم تضارب وشح المعلومات،حيث نجحت في تنبيه متخذ القرار والرأي والعام إلي المعالجات المطلوبة في مواجهةالأزمة،ليتوج ذلك بجهود بذلتها بعض المنظمات والمبادرات بدرجات متفاوتة في صيانة المستشفيات،أو تنظيم حملات الرش أو أي شكل من أشكال التطوع في مكافحة الوباء..!

*ومن الأسباب أيضا أن الورشة اضاءت العتمة لتزيل التغبيش الذي ظل متزامنا دائما وابدا عند ظهور الوباء حتي لاتتهم السطات بالتقصير

فيطالها سيف الإقالة،وكانت المنصة قادرة علي الإجابة علي جميع التساؤلات بمشاركة جميع الأطراف،

سلطات مختصة ممثلة في وزارة الصحةومفوضية العون الإنساني وبلدية القضارف بالاضافة إلي الشركاء منظمات ومبادرات مجتمع مدني واعلاميين!

* بحثت الورشة في أوراقها الثلاث عن دور الإعلام في مكافحة حمي الضنك والكوليرا قدمها د/ مهند محمد نور رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة الخرطوم،وهي ورقة عبارة عن برنامج عمل يقوم بتنبيه المجتمع إلي مخاطر الوباء، وكيفية تصميم حملة إعلامية مدروسة، تقوم بتاسيس منصة إعلامية تفاعلية التحديث وبمحتوي متطور..الورقة الثانية عن الآثار الإجتماعية والاقتصادية لمرضي حمي الضنك والكوليرا،قدمها د/ يحي هارون صالح المحاضر بكلية الاقتصاد جامعة القضارف،حيث تعمقت الورقة في التأثير الاقتصادي والاجتماعي ومايصاحبهما من سلوكيات ضارة وتكاليف باهظة،بينما استعرضت ورقة د/رحاب أحمد محمد دور المنظمات والمبادرات وهي أعمال جليلة كانت انموذج لتلاحم الجهد الرسمي مع الشعبي في مواجهة الوباء،وهو ديدن مجتمع القضارف منذ الأزل في النفير ان دعا الداعي الفداء لم يخن!

*وفي الختام يمكن أن يقال أن الورشة ابتكرت عقار جديد وعلاج آخر للضنك والكوليرا (متوفر بجميع الصيدليات )هو هذه الشراكة الذكية بين حكومة القضارف والإعلام والمنظمات،وبالتأكيد تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا،والحكومة هي الجهاز التنفيذي ومنوط بها تطبيق القانون،والاعلام له الوظيفة الرقابية والاتصالية،والمنظمات يمكن ان تملأ المساحات ولها فورية الاستجابة ضمن مشروع مستمر ليس حصريا علي الوباء..وليس حصريا علي ورشة والسلام..إنما برنامج عمل وهذا هو الفرق ..!!

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا